كشف مدير إدارة الطب الشرعي والوفيات بمحافظة جدة الدكتور طلال بن محمد أكرم لـ "الوطن" أن المملكة لا يوجد بها سوى استشاريتين فقط في مجال الطب الشرعي في كل من مدينتي الرياض والدمام، مشيرا إلى استعانة مركز الطب الشرعي في جدة بطبيبة للكشف على حالات العنف الجسدي والاغتصاب.
وأشار إلى أن نسبة الأطباء السعوديين في مجال الطب الشرعي لا تتجاوز 20%، لافتا إلى إجراء المركز برنامجا تدريبيا لأطباء الامتياز لتحفيزهم على التخصص في هذا المجال. وأفاد بوجود فريق عمل مدرب بالمركز يشرف على الكشف على حالات الوفيات الطبيعية وغير الطبيعية والأحياء، مشيرا إلى استقبال المركز لأكثر من 300 حالة خلال العام الماضي منها 233 للذكور و67 للإناث.
وأشار أكرم إلى أن المركز يشتمل على مشارح ومختبرات وعيادة طبية مجهزة بكافة التجهيزات للكشف على الأحياء إلى جانب أقسام للأشعة ومكتبة إلكترونية تضم العديد من المراجع العلمية في الطب الشرعي.
وذكر أن المركز سيدخل ما يعرف بـ " طقم التحرش الجنسي" الذي يعد الأول من نوعه في المملكة، وهو عبارة عن أدوات خاصة لكل حالة تحتوي على مشط ومفرش ومسحة وتكون في صندوق معين ومغلفة بطرق محكمة وتكتب عليها بيانات وتستخدم مرة واحدة.
ومن جهته، ذكر أخصائي أول طب شرعي، الدكتور ممدوح كمال زكي أن المركز يقوم بالكشف على الوفيات الجنائية والمشتبه بها وحالات الانتحار والمجهولين وجثث اللقطاء، وكذلك الأحياء في قضايا الاغتصاب، بالإضافة إلى تحديد العمر للأحداث لمعرفة المرحلة العمرية لهم حتى يطبق الحد الشرعي عليها في حالة ارتكاب الجرائم التي توجب الحد، كما يحال إلى المركز المشتبه بضلوعهم ببعض الجرائم لإجراء الكشف عليهم.
وأكد أن مركز الطب الشرعي يتدرب لديه عدد من طلاب الامتياز على التشريح الجنائي وذلك بالمشاركة في فحص مسرح الجريمة "المعاينة الخارجية تحت إشراف الطبيب الشرعي الاختصاصي"
وأشار اختصاصي الطب الشرعي الدكتور علي بن أحمد رضا إلى تدشين عيادة خاصة داخل مركز الطب الشرعي وتوفير طبيبة مختصة للكشف على السيدات في حالات الاعتداء والاغتصاب، وأكد أن الكشف على المغتصبات يتم بسرية، حيث تسجل الحالة بكود لا يعرفه إلا الطبيب المختص، دون التعريف بهوية الضحية إلى جانب حضور أخصائيات مرافقات للاستشاري وقت حدوث الكشف.
من جهته قال اختصاصي السموم والكيمياء الطبية الشرعية الدكتور هاني عمر نيازي إنه تم تجهيز مختبر متكامل بالأجهزة الخاصة بالسموم والتحليل النسجي، مؤكداً أن وجود مختبر داخل المركز الشرعي يسهل في الوصول لنتائج أسرع، حيث يتم إعطاء الطبيب الشرعي تقريرا كيميائيا شرعيا يساعده في عمل التقرير النهائي الذي يرسله إلى الأدلة الجنائية.
وعن الجديد في التحليل النسجي أشار نيازي إلى إدخال ما يعرف بالصبغات الخاصة تعرف بـ "الهستو كيميائية" للكشف على الجثث المتحللة والمتعفنة وهذه الصبغات تستخدم لأول مرة في المملكة، موضحا أن المركز يقوم بتحنيط حوالي 70 جثة شهريا باستخدام مادة مخصصة تحفظها حوالي 96 ساعة.