الإعلاميون المحترفون في السعودية يتنافسون تنافساً شريفاً في تقديم مادة إعلامية تستحق القراءة, مكتوبة كانت أو مسموعة, على الورق أو عبر شاشات التلفزة والإذاعة. الأجيال الجديدة في الإعلام السعودي أصبحت تنافس المخضرمين المتمسكين بأماكنهم وبرامجهم, والرافضين التنازل عنها لإتاحة الفرصة للدماء الشابة حتى تشارك في التحديث والتجديد فكرياً وإعلامياً.

بين كل المتنافسين, استطاع عبدالله المديفر مذيع قناتي روتانا خليجية والرسالة أن يقفز فوق حاجز الزمن, ويقدم برنامجاً حوارياً من الطراز الفاخر.

أصبح هذا البرنامج مصارحةً للضيف, من خلال سؤاله عما يحب وما لا يحب. مرة يكون الضيف مبتسماً ومرات أخر يكون فيها حاجباً للابتسامة حتى يقضي الله أمراً كان مفعولا.

هناك مذيعون فشلوا في أن يكونوا محايدين, أو على الأقل مقاربين لذلك. هناك من يعتقد أن البرنامج هو وجبة مجانية لاستضافة أصحاب الخيالات الشاطحة والمتلذذين برفع الأصوات والشتم. وفي برامج ذات طابع ديني تناقش الأوضاع الاجتماعية, قد يتيح المذيع مجالاً لضيف دون آخر كي يستعرض سلوكه السيئ ويقوم المذيع بمساعدته, متبرعاً بذلك موهماً نفسه أنه يقف مع الحق.

هذا ما لم نجده في المديفر عبدالله, وهو يستضيف الضيوف, ثم يسألهم عن آرائهم في الأشخاص, ويطلب منهم الحجة أحياناً أو يسألهم عن السبب، حتى يستطيع المشاهد الحكم على القصة كاملة. في الوقت نفسه, لا يسمح المديفر لضيوفه بالتجاوز والتعدي, رغم ابتسامته المستفزة أحياناً لهم.

هناك وهم أن الصحافة تحارب البرامج الدينية, وهذا ليس صحيحاً. الصحافة تنتقد Arab Idol وتنتقد برامج غنائية وكوميدية كثيرة, وفي ذات الزوايا والصفحات، تنتقد برامج الفتنة التي لا ينقصها سوى استضافة الفنانة “أحلام” كدعم ومساندة للمستضعفين من الضيوف.

المحاور البارع ـ الذي يعد لحلقته ويحترم متابعيه, ويحاول تقبل الجميع والانفتاح على جميع الأطياف ـ عملة نادرة. ولهذا كان للمديفر حضوره القوي, وفي أسوأ الأحوال هو ليس مذيعاً لـ "الفتنة".