من معايير تقييم نهضة الأمم قياس مدى تقدمها رياضيا وتحقيقها إنجازات في المنافسات الدولية، لأجل هذا الهدف تسعى كثير من الدول المتقدمة نحو تأكيد تقدمها بتهيئة أجيال متعاقبة بعد تهيئة البنية التحتية من ملاعب وصالات وتجهيزات ومرافق خدمية لاحتواء الآلاف من البراعم بتوزيعات جغرافية دقيقة في كل مدينة بما يضمن أن يستفيد منها أكبر عدد ممكن من أبناء كل منطقة.

وبكل تأكيد سخر لتدريب هؤلاء البراعم نخبة مميزة من المدربين المتخصصين في تدريبهم وإكسابهم المهارات في كل لعبة، وتكوين شخصية رياضية مبنية على مبادئ الانضباط الفني والسلوكي، وتطبيق التعليمات واحترام المنافس لتنشأ أجيال لديها أسس النجاح؛ لتتسلمها مجموعة أخرى تطور الأداء وتعزز من الفكر الاحترافي تمهيداً للدخول في عالم الاحتراف.

السيناريو السابق هو نسخة مختصرة لما نأمل أن نكون عليه، لكن بنية رياضتنا تعاني وبشدة من قلة المنشآت الرياضية، فآخر ملعب أنشئ هو إستاد الملك فهد الدولي في 1406 أي منذ ما يقارب 27 سنة، في ذاك الزمان كان عدد سكان المملكة قليل وأقرب تعداد للسكان هو الذي في 1413 ووصل عدد السعوديين فيه إلى ما يقارب 12 مليون نسمة، أما آخر تعداد سكاني في 1431 كان عدد السكان 19 مليونا.

هذه الزيادات المطردة في عدد السكان، لم يوازيها أي زيادة في عدد الملاعب أو المنشآت الرياضية بل استمرت المخصصات المالية لقطاع الشباب والرياضة بما يكفي لتغطية مصروفات الرئاسة العامة لرعاية الشباب وما تشرف عليه من منشآت قائمة.

ومن هنا أناشد القيادة الرياضية أن ترعى مشروعاً وطنياً لبناء نهضة رياضية قائمة على أسس صحيحة ومعايير سليمة، والتوجيه نحو الاستعانة بخبرات متخصصة لرعاية براعمنا وصقلهم، كما أتمنى أن تتفاعل وزارة المالية لتخصيص مزيد من أموال فائض الميزانية الحالية نحو تلبية الحاجة الملحة لبناء ملاعب إضافية ومقرات أندية وساحات رياضية على أن يتم أخذ ذلك في الاعتبار في ميزانية العام القادم.

هذا حلم لي ولا أبالغ لو قلت إن حلم كل مواطن أن يرى اسم بلاده عاليا في المحافل الدولية ويرى أبناءنا يتوشحون بالذهب ويردد مع الحضور "سارعي للمجد و العلياء...".

عناوين أخيرة:

الدكتور حافظ المدلج رمى طعما جميلا حين وصف (بعض) الإعلاميين بأنهم مسبقي الدفع، فتحرك من في بطنه شيء على طريقة كاد المريب أن يقول خذوني وإلا ما الذي دعا أحدهم إلى ترحيبه بفحص حساباته البنكية؟ والبعض هاجم المدلج في بداية مقالاتهم ومن ثم أيدوه في آخرها.

الهلال اتخذ قراره بعدم التركيز على بطولة الدوري على أمل أن يتحول هذا التركيز إلى البطولة الآسيوية ولكن ما أخشاه أن يكون الهلال مثل معيد القريتين والمؤشرات واضحة للجميع.

النصر إذا ما استمر في نهجه المتبع في الفئات السنية وأتاح الفرصة لشبابه أن يمثلوا الفريق فأتوقع أن ينالوا إحدى بطولات النفس القصير خلال 3 سنوات وأن ينافسوا على الدوري خلال 5 سنوات، أما إذا استعجلوا النتائج فإن دولاب بطولاتهم سيستمر مغلقا لسنوات عديدة.

القادسية يدفع ثمن أخطاء إدارته بالاستغناء عن بوقاش بحجة تدعيم خط الدفاع، فخسر الفريق 6 مباريات من أصل 8 لعبها مؤخرا، وسجل في مرماه 16 هدفا مقابل 8 أهداف ليقبع الفريق على مرمى حجر من الهبوط للدرجة الأولى في تكرار لسيناريو الموسم الماضي.

بعض منتسبي الإعلام الأهلاوي كان لهم دور سلبي في دعم فريقهم حين قادوا حملات هجومية ضد المنافسين دون هوادة ولا ركادة في منظر يجعلك تتمنى أن يعود مثل هؤلاء إلى مواقعهم السابقة متوارين عن الأنظار لأنهم فعلا شوهوا جمال الأهلي وروعته.