أعلن ناشطون حقوقيون مقتل 13 متظاهرا في عدة مدن سورية أمس برصاص قوات الأمن أثناء تفريقها تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الأسد، في جمعة "لا للحوار". وبحسب منظمتين حقوقيتين، قتلت قوات الأمن ستة متظاهرين في مدينة الضمير في ريف دمشق، وخمسة في حمص (وسط)، ومتظاهرين في حي الميدان وسط العاصمة. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 8 متظاهرين.
ففي حماة، تجمع آلاف السوريين للاحتجاج ضد الرئيس الأسد، في الوقت الذي زار فيه سفيرا فرنسا والولايات المتحدة المدينة في إشارة دعم أغضبت السلطات السورية. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "هدف الزيارة توضيح أننا نقف مع السوريين الذين يعبرون عن حقهم في الحديث عن التغيير". وأضافت أن السفارة الأميركية أخطرت الحكومة السورية بأن فريقا من السفارة ـ دون أن تذكر اسم فورد، سيزور حماة.
لكن مستشارة الرئيس السوري بثنية شعبان اتهمت في مقابلة مع "بي بي سي" أمس, السفير الأميركي بتقويض محاولات الحكومة لنزع فتيل الاحتجاجات. وقالت إن "الزيارة غير المرخصة التي قام بها فورد تنتهك الأعراف الدبلوماسية"، مضيفة "سورية لا تريد قطع شعرة معاوية مع واشنطن لكن هناك استياء شعبي من الموقف الأميركي بشأن بقاء سفيرها في حماة, ولم نسمع كلمة واحدة من الغرب يشجع الحوار الداخلي في سورية".
وكان سكان حماة سدوا شوارع المدينة بالإطارات المشتعلة أول من أمس لمنع دخول حافلات تقل قوات الأمن بينما فرت عشرات الأسر إلى بلدة مجاورة.
وذكر رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبد الكريم ريحاوي "أن أكثر من 450 ألف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها وسط مدينة حماة داعين إلى رفض الحوار وإلى إسقاط النظام".
ولم تقتصر المظاهرات على حماة، حيث لفت رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إلى أن "الأجهزة الأمنية أطلقت الرصاص في محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الأحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)". وأضاف "شهدت منطقة دير بعلبة في مدينة حمص (وسط) إطلاق نار استمر لمدة نصف ساعة، كما فرقت القوات السورية أكثر من ألف متظاهر وذلك بإطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)". وأشار إلى "انطلاق مظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب) تهتف لحماة ولإسقاط النظام".
وفي إدلب، خرج "الآلاف للتظاهر في المدينة وقرى ريفها (شمال غرب) كما في بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل وتفتناز"، ومنها مظاهرة نسائية.
كما استخدمت قوات الأمن العنف عندما فرقت تظاهرة خرجت من مسجد الحسن في منطقة الميدان وسط العاصمة، حيث قامت بضرب المتظاهرين بالهراوات في حي ركن الدين الدمشقي.
من جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الإنسان رديف مصطفى أن متظاهرين في عين العرب (شمال) تفرقوا في عدة أحياء ضيقة بعد أن منعتهم قوات الأمن من التظاهر. وأضاف "أن عامودا (شمال شرق) خرجت بالآلاف"، مشيرا إلى "مشاركة نسائية غير مسبوقة" في هذه المدينة.
أما في شمال شرق سورية بمحافظة دير الزور، فخرجت تظاهرات في منطقة الميادين، رافعين شعارات تطالب بالإصلاح وتهتف لحماة.
ومن دير الزور إلى الحسكة، خرج آلاف في القامشلي ورأس العين وعامودا، رافعين شعارات مطالبة بالحرية. كما خرجت أيضاً تظاهرات في بلدتي كفر نبل وبنش وكفروما بمحافظة إدلب، وسجلت أيضا تظاهرات أخرى في الرمل الشمالي وحي الحيمية بمحافظة اللاذقية دون حدوث مواجهات. وفي محافظة درعا جنوب سورية، خرجت تظاهرات في داعل وانخل، وهتف المتظاهرون للحرية والشهيد.