يشهد 30 رئيس دولة ومنظمة دولية اليوم إعلان السودان الجنوبي استقلاله بصورة رسمية عن شماله، لتصبح الدولة الوليدة رقم 193 في الأمم المتحدة والـ 54 أفريقياً. وأكملت حكومة الجنوب إجراءاتها لانطلاق احتفالات الاستقلال، وهدد وزير داخليتها قير أشوانق بالرد الحاسم ضد محاولة تعكير هذه الاحتفالات.
واستبقت الحكومة السودانية الإعلان الرسمي عن قيام جمهورية السودان الجنوبي باعترافها رسميا أمس بالدولة الوليدة، كما أكد الرئيس عمر البشير مشاركته في الاحتفالات.
وفيما أعلنت أكـثر مـن دولة نـيتها الاعـتراف بالسودان الجـنوبي مثل مصر وألمانيا، أشارت الخارجية الإسرائيلية إلى أنه من المتوقع أن تعترف إسرائيل بهذه الدولة خلال الأسابيع المقبلة، وأكدت أنها تولي أهمية كبيرة لجنوب السودان، لذلك كانت تتبادل الرسائل السرية مع الجنوبيين منذ وقت طويل.
يعلن جنوب السودان اليوم استقلاله بصورة رسمية عن شماله، وستكون دولة جنوب السودان أحدث دولة مستقلة ويتوقع انضمامها للأمم المتحدة لتكون الدولة رقم 193 في المنظمة.
وأعلنت الحركة الشعبية التي تسيطر على الجنوب اكتمال كافة الإجراءات المتعلقة بانطلاقة احتفالات الاستقلال، وقطع وزير داخليتها قير أشوانق بقدرة وزارته على بسط الأمن خلال فترة الاحتفالات التي يشهدها 30 رئيس دولة، إضافة إلى وفود رفيعة المستوى من بقية دول العالم، محذراً من "تسول لهم نفسهم محاولة تعكير صفو الاحتفالات" بالحسم.
واستبقت الحكومة السودانية الإعلان الرسمي عن قيام جمهورية السودان الجنوبي وأعلنت اعترافها رسميا أمس بالدولة الوليدة، وفقا لقرار الرئاسة السودانية تلاه وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح في التلفزيون الرسمي. وقال "تعلن جمهورية السودان رسميا اعترافها بقيام جمهورية جنوب السودان دولة مستقلة ذات سيادة وفقا للحدود القائمة في الأول من يناير 1956 والحدود القائمة عند توقيع اتفاق السلام الشامل في 2005، انطلاقا من اعترافها بحق تقرير المصير واعترافها بنتيجة الاستفتاء الذي أجري في 9 يناير 2011 وإنفاذا لمبادئ القانون الدولي".
من جهته، أكد الرئيس عمر البشير مشاركته في احتفالات إعلان استقلال دولة جنوب السودان، ومتعهداً بإقامة علاقات ودية مع الجنوبيين. وقال "أعطينا الجنوبيين دولة كاملة بنفطها وكل ما عليهم هو تشغيل الماكينة لاستخراجه"، داعيا حكومة الجنوب للابتعاد عن كل ما يمكن أن يثير المشكلات بين الدولتين.
من جهة أخرى أكدت حكومة جنوب السودان إجازة الدستور الانتقالي للدولة قبل انطلاقة احتفالات الاستقلال اليوم، وأعلن وزير الإعلام بحكومة الجنوب برنابا بنجامين مصادقة برلمان الجنوب أول من أمس على الدستور الانتقالي للدولة الجديدة المستقلة، رافضا الاتهامات بأن الدستور الجديد يدعو للمركزية ويضع السلطات كلها في يد الرئيس. وقال "الدستور الجديد بات موجودا الآن، واستشير سكان الجنوب حوله، إنه خيار شعب الجنوب الذين ناقشوه بصورة ديموقراطية داخل البرلمان ووافقوا عليه".
وكانت بعض منظمات المجتمع المدني حذرت من محتوى الدستور، مشيرة إلى أنه يفرض الحركة الشعبية كقوة سياسية وحيدة ويضع كل السلطات في يد رئيسها، كما أن ممثلي المجتمع المدني لم يشاركوا في عملية الاستشارات.
وتشهد الاحتفالات الرسمية التي تنطلق اليوم توقيع رئيس جنوب السودان سلفاكير ميارديت على الدستور. من جهة أخرى أشارت مصادر بوزارة الخارجية الإسرائيلية إلى أنه من المتوقع أن تعترف إسرائيل بجنوب السودان كدولة مستقلة خلال الأسابيع المقبلة، مؤكدة أنها تولي أهمية كبيرة لجنوب السودان، لذلك كانت تتبادل الرسائل السرية مع الجنوبيين منذ وقت طويل. وقال بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن تل أبيب لن ترسل ممثلا لها للمشاركة في احتفالات الاستقلال، لكنها تعتزم الاعتراف بالدولة الجديدة فور إعلان الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الاعتراف بها.
ويأتي استعداد إسرائيل للاعتراف بدولة جنوب السودان في نفس الوقت الذي تشن فيه الخارجية الإسرائيلية حملة دولية لمنع اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطينية. وفي تلك المفارقة تقول الخارجية الإسرائيلية إن جنوب السودان سيعلن استقلاله عقب مفاوضات والتوصل إلى اتفاق وليس عن طريق أحادية الجانب.