سعدتُ حقيقة عندما علمت بوجود حديث عن اللاعب الخلوق والمميز وهداف آسيا ماجد عبدالله في كتاب اللغة الإنجليزية للصف الثاني الثانوي، وأجده اختيارا موفقا لا أشك مطلقا أن من قاموا على هذا المنهج كانوا فعلا بعيدين عن التعصب والحيادية، وإلا لرأينا شخصا آخر غير ماجد عبدالله.

ولا أظن أنني بحاجة للحديث عن ماجد، فالجميع يعرفه ويعرف أنه لم يحصل على كرت أحمر سوى مرة، اعترف فيها المتسبب في حصول ماجد عليه أنه كان يدعي ضرب ماجد له، فالرجل - أي ماجد - عُرف بأخلاقه وإبداعه وسمو سيرته ومراقبة تصرفاته؛ لذا أجده قدوة جيدة وموضوعا مهما للحديث عنه.

في الواقع لا يجد الأميركيون والإنجليز فرصة في مناهجهم بل في اختبارات اللغة الخاصة بهم إلا وزجوا بقصة لأحد القدوات أو النماذج الإيجابية في تاريخهم أو حاضرهم، بل في الأنشطة الصفية يتم تمثيل المسرحيات عن مبدعي مجتمعاتهم لينهج الشباب منهجهم ويتبعوا طريقهم.

فمن المعروف في علم النفس أن كثرة الحديث عن المتميزين ومشوارهم نحو النجاح دافع مهم للطلاب والشباب للتميز، وبخاصة من تحدوا العوائق ووصلوا لمكانة محترمة ومقدرة.

لذا آسف كثيرا عندما أقلّب كتب القراءة فأجد أنها تخلو من رجال ونساء تركوا بصمتهم على مجتمعنا وغابوا أو غيّبهم القدر؛ فلا يعرفهم إلا أبناء زمانهم، في الوقت الذي يحفل الإعلام والثقافة بشكل عام بنماذج سلبية!!

فليتنا كما رأينا اسم ماجد نرى حديثا عن رجل كعبدالله الطريقي أول وزير للبترول والقائل للأميركيين عندما أسس "أوبيك": "نحن لسنا أبناء الهنود الحمر الذين باعوا مانهاتن، ونريد تغيير الصفقة"، في إشارة منه لعدم نجاح الأميركيين في خداعنا كما خدعوا الهنود الحمر واشتروا منهم أراضيهم بثمن بخس.

ليتنا نرى في كتاب الأدب: "صاحبي.. لا تمل الغناء.. فما دمت تنهل صفو الينابيع شق بنعليك ماء البركْ"، واسم محمد الثبيتي الشاعر الفذ ليعلم شبابنا أن بلادنا أضافت للثقافة والشعر العربي الكثير.

ليتنا نجد حديثا عن الدكتورة خولة الكريع وأبحاثها في كتاب الأحياء، ونجد صورة الدكتورة ريم الطويرقي بحجابها الجميل وهي تتسلم جائزة فرنسا العلمية في كتاب الكيمياء؛ لتضيء تلك النماذج في قلوب فتياننا وفتياتنا روح المثابرة والاجتهاد والاعتزاز بأن بلادنا عظيمة وقادرة على إنجاب العظماء.