بدأت المعارضة اللبنانية بتشكيل وفود سياسية من بين أطرافها للتوجه إلى العواصم العربية والأوروبية في إطار حملتها على الحكومة الجديدة. وسوف تحمل هذه الوفود مواقف المعارضة من الحكومة وتشرح الأخطار التي ستتسبب بها الأكثرية الجديدة على لبنان والمنطقة لكونها تابعة مباشرة لسورية وإيران عبر حزب الله، وستطالب بسلسلة من الضغوط المتنوعة على حكومة نجيب ميقاتي لمنعها من تنفيذ سياسات حزب الله خصوصا محاولاته القضاء على المحكمة الدولية.
وكانت حكومة ميقاتي قد نالت ثقة البرلمان اللبناني بعد ثلاثة أيام من المناقشات للبيان الوزاري بأغلبية 68 صوتا وامتناع نائب واحد عن التصويت فيما غادر نواب المعارضة الممثلة لقوى 14 آذار القاعة عند بدء الاقتراع.
وشهدت جلسات النقاش انقساما حادا بين الأكثرية والمعارضة التي شنت حملات شعواء وقاسية على الحكومة ورئيسها وبيانها الوزاري على خلفية موقفها من المحكمة الدولية والقرار الاتهامي وتبنيها سلاح حزب الله.
ورد ميقاتي على مداخلات النواب والحملات التي شنت عليه وعلى حكومته بالتأكيد على أن الحكومة ستمنع الفتنة، مؤكدا أنه لا يناور على العدالة للبقاء في السلطة. وشدد على أن "نيتنا ستكون ثابتة بمتابعة مسيرة المحكمة"، "وعازمة على استمرار التعاون تطبيقا للقرار 1757 الذي أنشأ المحكمة لإحقاق العدالة بعيدا عن الانتقام والتسييس"، مؤكدا أن "الحكومة حريصة على استقرار لبنان ووحدته وسلمه الأهلي، وهذه الجريمة كانت لضرب الاستقرار والسلم".
ومن أبرز مداخلات النواب أمس ما كشف عنه نائب حزب الله نواف الموسوي عن أن لِلجنة التحقيق الدولية مكتبا ثابتا في الضاحية الجنوبية لبيروت، متهما رئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن بتسريب صور وسيرة حياة المشمولين بالقرار الاتهامي إلى وسيلة إعلامية لبنانية واحدة.
على صعيد آخر،ردّ رئيس مكتب الارتباط التابع لهيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO) في بيروت المقدّم ريتشارد هاوسر في بيان على "بعض التقارير (التي تحدّثت) عن نقل أجهزة كومبيوتر خاصة بلجنة التحقيق الدولي المستقلة التابعة للأمم المتحدة عبر الناقورة إلى إسرائيل". وقال "إن نقل المعدات، بما في ذلك 97 جهاز كمبيوتر، كان عملية عادية ضمن الأمم المتحدة تتعلق بتجهيزات كيان قيد التصفية (لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة التي أوقفت عملياتها في لبنان اعتباراً من 1 مارس 2009)، إلى بعثات أخرى تابعة للأمم المتحدة".
وأكّد هاوسر في البيان أنّ "المعدات هي من ممتلكات الأمم المتحدة، وقد نقلت إلى هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة (UNTSO)، وما زالت في عهدتها من تاريخ نقلها إلى يومنا هذا، وتمّت إزالة وحدات تخزين البيانات (الأقراص الصلبة) من هذه المعدات وجرى إتلافها، وتم تزويد أجهزة الكمبيوتر بأقراص صلبة جديدة"، موضحاً أن "هذا إجراء خاص متبع عند نقل معدات من بعثة إلى أخرى، وقد جرت عملية النقل في شفافية كاملة ووفقاً للإجراءات المتبعة منذ فترة طويلة".