فيما الاحتجاجات مستمرة في كل من أفغانستان وباكستان ضد إقدام جنود الأطلسي، وخاصة الأميركيين، على إحراق نسخ القرآن الكريم، مما تطلب اعتذارا من أعلى سلطة أميركية إلى الشعبين الأفغاني والباكستاني، وعموم المسلمين في العالم، حتى كانت المجزرة التي ارتكبها جندي أميركي ضد نساء وأطفال ومدنيين أفغان، دون أي سبب أو ذريعة.

فالإساءة إلى الأفغان أصبحت نهجا ولم تعد استثناء، وكأن الجنود الأميركيين الذين انتزعوا من مراقدهم في بلادهم، أتوا إلى الأراضي الأفغانية لينتقموا ليس من طالبان والقاعدة فقط، وإنما من الأطفال على اعتبار أنهم سيكونون - حسب اعتقادهم- طالبيين أو قاعديين في المستقبل.

فشل الاحتلال الأميركي في أفغانستان، كما فشل في العراق، في استقطاب أبناء هذين البلدين، وأصيب الجنود الأميركيون من "النيران الصديقة" بأكثر مما أصيبوا من الانتحاريين وخاصة في أفغانستان، وربما كان هذا، يكمن وراء العمليات الانتقامية من المواطنين، على الرغم من التمنيات التي يعول عليها القادة السياسيون في واشنطن بقرب انسحاب قواتهم نهاية عام 2014.

لن تحقق عمليات الانتقام لبعض الموتورين في الجيش الأميركي ثني ذراع الأفغان وردعهم عن مقاومة الاحتلال، بعد أن فُقدت مبرراته. فها هي حكومتهم تفاوض طالبان على إسناد السلطة لها مجددا في أفغانستان، والاجتماعات التي عقدت في الدوحة ربما تكون الشاهد الحي على سعيهم للخروج من هذا المستنقع.. ولن تنفع زيارة وزير الدفاع إلى كابول، ورسائل الاعتذار من أعلى قمة الإدارة الأميركية في جبر ما انكسر مع غالبية الشعب الأفغاني.