تواصل فعاليات منتدى أصيلة الثقافي الدولي احتفاءها بضيف شرف الدورة الـ33 الكويت، بعقد ندوة اليوم حول "فن الخط العربي في الكويت".

بعد أن كان المشاركون في ندوة اختتمت أمس بعنوان "الكويت: نصف قرن من العطاء الثقافي العربي" قد أثنوا على الدور الذي لعبته الكويت على مدى نصف قرن في مجالات الفكر.

وأشار المشاركون إلى إصداراته وعناوينه الفكرية ذائعة الصيت وإسهامه بشكل كبير في تعميق الوعي الفكري العربي ونشر الثقافة العربية على نطاق واسع.

وشارك في الندوة، التي نظمتها جامعة المعتمد بن عباد الصيفية، عدد من المثقفين والإعلاميين الكويتيين من بينهم وزير الإعلام الأسبق محمد السنعوسي، ورئيس تحرير مجلة العربي سليمان العسكري، وعميد كلية العلوم الاجتماعية بجامعة الكويت عبد الرضا أسيري، وراشد العجمي وسعود العنزي وسليمان الديكان ومحمد الرميحي وأنور الياسين وأعضاء من فرقة الفنون الموسيقية والفنون التشكيلية.

وقال الأمين العام لمؤسسة منتدى أصيلة محمد بن عيسى، في كلمته : إن دولة الكويت ما فتئت تبذل جهودا جبارة في سبيل احتضان الثقافة العربية وترسيخها وتطويرها، إلى جانب حرصها الكبير على تحصين الهوية واللغة العربيتين وتأصيل الفكر العربي الإسلامي. وأوضح أن الكويت كانت سباقة إلى الاهتمام بالحركة الثقافية العربية واقتحام العديد من الميادين والمجالات الثقافية والفنية والإعلامية، لاسيما من خلال الدور الريادي الذي تلعبه المطبوعات الكويتية الصادرة في مختلف مناحي المعرفة والفكر والأدب، مبرزا في هذا السياق إسهام هذه المطبوعات الكبير في ترويج الثقافة العربية وبلورة ،المشروع النهضوي العربي. وأشار بن عيسى إلى تشجيع البحث العلمي وصون التراث والإبداع العربي ودعم ثقافة الطفل ونشر الثقافة العلمية، فضلا عن توطيد الروابط والعلاقات بين المثقفين العرب، وتأهيل الإنسان العربي ثقافيا ومعرفيا وتعريفه بوطنه العربي وحضارته وتاريخه وتقاليده وآدابه وفنونه. من جانبه، قال محمد السنعوسي، إن الكويت بذلت منذ زمن طويل جهودا حثيثة في المجال الإعلامي على وجه التحديد، انطلاقا من إدراكها العميق لأهميته المحورية في تقريب الرؤى ووجهات النظر العربية وتعميق الوعي الثقافي العربي، مشيرا في المقابل إلى أن "نساء ورجال الإعلام العرب ما زالوا على الرغم من التطور الهام الذي شهدته المنظومة الإعلامية العربية، لا يضطلعون بدورهم على أكمل وجه في مجال التقريب بين الشعوب العربية وتقليص المسافات التي تحول دون التقائها".

وأوضح السنعوسي أن وعي الكويت بأهمية الاستثمار في الإعلام والسينما على حد سواء، جعلها تساهم بشكل فعال في عدد من الإنتاجات السينمائية العربية الوازنة، التي ساعدت في الارتقاء بحس الانتماء إلى دول العالمين العربي والإسلامي، مذكرا بأن الكويت كانت البلد العربي الذي أشرف على إنتاج فيلم "الرسالة" الذي حقق رواجا منقطع النظير إبان فترة الثمانينات.

واعتبر الباحث المغربي الأستاذ بجامعة محمد الخامس سعيد بن سعيد العلوي أن الإصدارات الكويتية بمختلف أشكالها وأنماطها لعبت أدوارا طلائعية في نشر الثقافة العربية وجعلها تنتقل إلى فضاءات أرحب بالنظر إلى الانتشار الواسع الذي استطاعت تحقيقه طيلة السنوات الثلاثين الماضية، موضحا أن نجاح الكويت في هذا المجال يعود بشكل أساس إلى التوجه الثقافي المتميز الذي تنتهجه وتطلعها الدائم إلى الانخراط في المشاريع الكفيلة بتعزيز إشعاع الثقافة العربية.

وتطرق العلوي إلى سلسلتها ذائعة الصيت "عالم المعرفة"، اعتبارا لانتشارها الواسع عبر مختلف أقطار العالمين العربي والإسلامي، موضحا أن "قيمتها المعرفية الكبيرة وتنوع مضامينها إلى جانب ثمنها المناسب، هي عوامل من بين أخرى جعلتها لا تكاد تغيب عن رفوف مكتبات البلدان العربية".

يشار إلى أن برنامج احتفاء المنتدى بدولة الكويت، الذي يتزامن مع الذكرى الخمسين لاستقلالها، يتضمن برمجة غنية من الأنشطة الثقافية والفنية تروم إلقاء الضوء على مختلف مناحي التراث الشعبي والإنتاج الأدبي الكويتي.