في قلب مدينة الرياض، بجوار قصر المربع الذي شهد انطلاق أسس الحياة السياسية والاجتماعية المستقرة على يد الملك عبدالعزيز، يقع مقر دارة الملك عبدالعزيز في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي، التي أنشئت عام 1392، الموافق 1972، عرفانا بإنجازات الملك عبدالعزيز، واعتزازا بشخصيته التاريخية المميزة.

واليوم تحتفل الدارة بمرور 40 عاما على إنشائها، فهي هيئة علمية مستقلة أشبه بمراكز الدعم العلمي والأبحاث والدراسات العالمية متعددة المناشط في إطار استراتيجية واضحة، وأهداف محددة، يدير شؤونها مجلس إدارة يرأسه أمير منطقة الرياض، صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وعضوية نخبة من المتخصصين والباحثين وممثلي عدد من الوزارات والهيئات المعنية، كما تحظى بقاعدة كبيرة من الأصدقاء والمتابعين داخل المملكة وخارجها.

وقال أمير منطقة الرياض، رئيس مجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز بهذه المناسبة "لقد جاء تأسيس دارة الملك عبدالعزيز لتكون مؤسسة علمية وثقافية تعنى بخدمة تاريخ المملكة العربية السعودية، ووفاء بحق المؤسس الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وتقديرا لإنجازه التاريخي في توحيد هذه البلاد، وبناء دولة حديثة أصبحت واحة للاستقرار والأمن والتنمية". ومنذ إنشاء الدارة عام 1972، سعت وبدعم كريم من القيادة الرشيدة إلى تبني العديد من البرامج والأنشطة التي ترمي إلى جمع المصادر التاريخية الوطنية وحفظها ورعايتها، وتقديم الخدمات العلمية المتخصصة للمهتمين والباحثين والباحثات داخل المملكة العربية السعودية وخارجها، انطلاقا من اقتناعنا بأهمية اتصال التاريخ، وتواصل الأجيال، بما يتيح للأجيال الناشئة الاطلاع على تاريخ بلادهم، وكفاح آبائهم، استنهاضا لعزائم هذه الأجيال لتواصل أمانة المسيرة على هدى وبصيرة، فالأمة التي تجهل تاريخها وتراثها ورموزها، وتنفصل عن جذورها لن يكون لها حاضر ولا مستقبل مزدهر.

ومن المؤكد أن النجاح الذي حققته الدارة في السنوات الماضية، وكذا تواصل رسالتها ما كان له أن يتم دون توفيق الله عز وجل أولا، ثم الرعاية والاهتمام من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، وكذلك التحمس والتعاون من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمواطنين والمؤسسات العلمية المحلية والدولية وأساتذة الجامعات والباحثين والباحثات لتحقيق أهدافها، وهذا التعاون والتأييد الذي نتطلع إلى استمراره وتعزيزه في المرحلة المقبلة، تؤيده إنجازات الدارة العلمية وتؤكد عليه مراجعة هذه الإنجازات بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس دارة الملك عبدالعزيز، مما يجعل من الحرص على تحقيق أهدافها العلمية والوطنية أكثر إلحاحا والمسؤولية في ترسيخ مفاهيم البحث العلمي التاريخي الأصيل الذي يخدم التاريخ الوطني ويستظهر قيمه، وهذه المناسبة هي أيضا دعوة للباحثين والباحثات لمزيد من التواصل مع دارة الملك عبدالعزيز التي هي بيت للجميع.

وبمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس الدارة كرر الأمين العام لدارة الملك عبدالعزيز، الدكتور فهد بن عبدالله السماري دعوته إلى جميع الباحثين والباحثات وإلى كل المشاريع العلمية الفردية المحدودة ذات العلاقة إلى التعاون مع الدارة والتضافر مع جهودها في المرحلة الجديدة المقبلة للوصول إلى عمل مؤسساتي منظم يمنع الازدواجية ويزاوج بين الجهود المتماثلة المشتتة بين مؤسساتها البحثية في مناطق المملكة العربية السعودية.

وأضاف السماري "إذ أهنئ الجميع بهذه المناسبة التاريخية في عمر دارة الملك عبدالعزيز، فإنه من الواجب علينا في الدارة أن نرفع الشكر والعرفان المقرون بالولاء والتقدير إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما يلقاه التاريخ الوطني بصفة عامة من عناية كبيرة لاستجلاء مزيد من القيم السامية في تأسيس المملكة العربية السعودية القائم على مبادئ الشريعة الإسلامية السمحة والممزوج بالأخذ بمظاهر الدولة الحديثة ومواصفاتها الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وعلى ما تلقاه دارة الملك عبدالعزيز من مقامه الكريم من دعم متواصل لتأخذ بأهدافها سواء ضمن المشهد الثقافي أو ضمن سياقها الخاص بالمحافظة على مصادر تاريخ المملكة العربية السعودية وتراثها ومآثرها العلمية منذ إنشائها قبل ما يقارب ثلاثة قرون، كما نرفع الشكر والتقدير إلى سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران الذي قدم ويقدم ـ حفظه الله ـ الدعم المادي والمعنوي لمساندة الدارة في مهمتها الوطنية والتاريخية والعلمية، والشكر والتقدير إلى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني، وزير الداخلية على دعمه المستمر لمسيرة الدارة للوصول باستراتيجيتها إلى التحقق على أرض الواقع.


عن الدارة

تضم الدارة عددا من الأقسام المتكاملة لخدمة أهدافها العلمية والعملية منها:

قاعة الملك عبدالعزيز التذكارية وقصر المربع.

مركز الوثائق والمعلومات.

مركز المخطوطات.

مركز التاريخ الشفوي.

إدارة البحوث والنشر.

مركز الباحثات.

مركز الترميم والمحافظة على المواد التاريخية.

مركز أرشيف الصور والأفلام التاريخية.

المكتبة

إدارة التوثيق.

جائزة ومنحة الأمير سلمان بن عبدالعزيز لدراسات تاريخ الجزيرة العربية.

إنجازات

في مجال النشر تجاوزت 300 إصدار.

في المحافظة على المصادر التاريخية تجاوزت 4 ملايين وثيقة.

ثلاثة آلاف مخطوط محلي.

خمسة آلاف تسجيل شفهي.

الاتفاقيات العلمية مع المراكز البحثية المماثلة.

العضوية مع الجمعيات العربية والعالمية ذات الاهتمام.