حضرت الملفات العربية في المحادثات التي أجراها وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل مع نظيره البريطاني وليام هيج في جدة أمس، وخاصة "الربيع العربي"، فضلا عن الملف الإيراني.

وأكد الفيصل في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني فيما يتعلق باليمن أن المبادرة الخليجية ما زالت قائمة، وطمأن إلى صحة الرئيس علي عبدالله صالح الذي يعالج في المملكة وقال "عموما صحته جيدة".

وحول صدور القرار الاتهامي للمحكمة الدولية باغتيال الحريري، أكد الفيصل "أن المملكة تدعو جميع الفرقاء اللبنانيين إلى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية، بعيداً عن لغة التشنج" وقال "إن القرار سيسعى إلى تحقيق العدالة، وألا يترك لبنان لعدم الاستقرار".

وكشف الفيصل عن دعوة سعودية لطهران، لبحث العلاقات الثنائية، وقال إن وزير الخارجية علي صالحي اتصل به من باكستان "لبدء حوار بين الجانبين، وطلب عقد الاجتماع في الكويت" إلا أنه رد عليه بالقول "لماذا تحمل الكويت وزر العلاقات بين الرياض وطهران"، مؤكدا أن "الدعوة ما زالت مفتوحة للإيرانيين للمباحثات مع المملكة". وقال "إذا كانت إيران تريد أن تمارس دورا قياديا في المنطقة الإقليمية، فعليها أن تراعي مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط".




خيمت الأزمات الإقليمية العربية التي تشهدها المنطقة على المحادثات السعودية البريطانية، التي جمعت بين وزيري خارجية البلدين الأمير سعود الفيصل ووليام هيج، وكان على رأس تلك الأزمات، الملف اليمني الذي بدا حاضراً بتعقيداته المتعددة، حيث أشار وزير الخارجية البريطاني إلى دعم حكومته للمبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية و"البدء فوراً بحوار سياسي على أساس تلك المبادرة، يفضي إلى نقل السلطة في صنعاء سلمياً"، مؤكداً أن السعودية "شريك رئيسي في الملف اليمني"، موضحاً "أن سفير بريطانيا يعمل من أجل تفعيل المبادرة الخليجية".

وعلى خلاف ما يروج له من تعليق "المبادرة الخليجية" أكد الوزير الفيصل "أن المبادرة ما زالت قائمة"، وأن هناك جهود استفسار عن مواقف الطرفين (النظام والمعارضة)، ومواقفهم من المبادرة، وأنهم بصدد تجميع تلك المواقف وإذا ما تمت الموافقة عليها سيتم الإعلان عنها، وفيما يتصل بصحة الرئيس اليمني علي عبدالله صالح الذي يعالج في المملكة، اكتفى الفيصل بالقول "عموماً صحته جيدة".

وأما ما يتصل بسياق الثورة الليبية كان هيج أكثر وضوحاً في التعامل مع نظام القذافي وأركان نظامه من أنه "لا حل أمامه إلا بتنحيه عن السلطة". وبشأن موقف السعودية من صدور قرار المحكمة الدولية باغتيال الحريري، أكد الفيصل "أن المملكة تدعو جميع الفرقاء اللبنانيين إلى التعامل مع قرار المحكمة الدولية بكل هدوء وعقلانية، بعيداً عن لغة التشنج، وتجنب أي تصعيد أو مواجهة مع المجتمع الدولي"، مؤكدا "أن القرار سيسعى إلى تحقيق العدالة، وتحكيم العقل وأن لا تترك لبنان لعدم الاستقرار".

واستحوذ الفصل الإيراني، مساحة واسعة من المباحثات البريطانية السعودية، حيث كشف الفيصل عن دعوة سعودية سابقة لطهران، لبحث العلاقات بين السعودية وإيران، وقال الفيصل "إن وزير الخارجية علي صالحي اتصل به من باكستان، لبدء حوار بين الجانبين، وطلب عقد الاجتماع في الكويت"، إلا أن الفيصل رد عليه "لماذا تحمل الكويت وزر العلاقات بين الرياض وطهران"، وأكد الفيصل أن "الدعوة ما زالت مفتوحة للإيرانيين للمباحثات مع المملكة". وأوضح الفيصل قائلا: "إذا كانت إيران تريد أن تمارس دوراً قيادياً في المنطقة الإقليمية، فعليها أن ترعى مصالح دول المنطقة وليس مصالحها فقط".

وكرد على الدبلوماسية الإيرانية بشأن البحرين، قال الوزير البريطاني بأن "تدخل القوات السعودية والإماراتية تحت مظلة درع الجزيرة، تم بدعوة شرعية من حكومة البحرين لحماية منشآت المملكة"، فيما قال الفيصل "إن محادثاتنا عكست ارتياحا إلى الأمن والاستقرار في البحرين والترحيب بإطلاق الحوار الوطني وإنشاء لجنة تحقيق بالأحداث التي شهدتها. وأكد الفيصل "رفض أي تدخل أو مغامرات خارجية بشأن البحرين أو أي محاولة للعبث بأمن دول الخليج".

وقال ردا على سؤال "إن القوات السعودية ستعود من البحرين بمجرد انتهاء مهمتها هناك ووجودها ليس تدخلا في شؤون البحرين".