جمد وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك الإفراج عن 84 من جثامين الشهداء التي كانت محتجزة لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات طويلة في ما يعرف ب"مقابر الأرقام" إثر احتجاجات إسرائيلية على أن الاتفاق الذي أبرم مع الفلسطينيين يتضمن جثث شهداء من حماس تحسب إسرائيل أنهم يمكن أن يكونوا جزءا من صفقة تبادل للجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت.
وجاء قرار باراك بعد إثارة وسائل إعلام إسرائيلية أن من بين الشهداء الأخوين عماد وعادل عوض الله اللذين استشهدا برصاص الاحتلال في الضفة الغربية قبل 13 عاما.
واستغربت السلطة الفلسطينية القرار الإسرائيلي المفاجئ. وقال مسؤول الشؤون المدنية في السلطة حسين الشيخ "المفاوضات كانت تتم مع وزارة الدفاع الإسرائيلية وأعتقد أن باراك يتعرض لضغوط داخلية وهذه ليست مشكلتنا ولا أستغرب إذا ما تراجعت الحكومة الإسرائيلية لأنها عادة ما تتراجع عن الاتفاقيات والالتزامات التي يتم التوقيع عليها بيننا وبينهم".
وأضاف"بعد مفاوضات مضنية توصلنا إلى اتفاق بتسليم الدفعة الأولى وعددها 84 وقام الطرف الإسرائيلي بتسليمنا قائمة الأسماء ونشرنا الأسماء بناء على اتفاق مع الطرف الإسرائيلي وأجلت المرحلة الثانية وعددها 102 من الجثامين التي لم يتسن لنا أو الطرف الإسرائيلي إجراء كل الفحوصات الطبية والعلمية اللازمة للتأكد من هوية كل من هؤلاء الشهداء وقلنا إننا نبدأ بالمرحلة الأولى واتفقنا على الإجراءات الفنية وعلى أن يتم التسليم خلال أيام ولكننا فوجئنا بهذا القرار الإسرائيلي الجديد".
من جهته دان نبيل أبو ردينة، الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية، بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية إقامة 900 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة(غيلو) في القدس المحتلة. وقال"هذا القرار ينسف أي محاولة لوضع أسس حقيقية لعملية سلام تؤدي إلى سلام حقيقي".وأضاف"أن هذا يمثل رد نتنياهو على خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما، وعلى اجتماع اللجنة الرباعية المقبل".
ويبدأ أبو ردينة وصائب عريقات اليوم محادثات مع المسؤولين الأميركيين في واشنطن توطئة لاجتماع اللجنة الرباعية في 11 الجاري في واشنطن.
ولكن لهجات التشاؤم بدت واضحة في الموقف الفلسطيني إذ قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه " بالنسبة لنا لم يعد بالإمكان التعويل على المفاوضات كمخرج من هذا الصراع وإنهاء الاحتلال بسبب أن إسرائيل فعليا لا تريد المفاوضات بل تريد إنهاء العملية السياسية قبل البدء بأي تفاوض وبذلك يصر نتنياهو على الولايات المتحدة أنه قبل أن تبدأ أي مفاوضات هو يريد الإقرار بسيطرة إسرائيل طويلة المدى على نهر الأردن ومناطق واسعة محاذية له على امتداد النهر وعلى القدس والكتل الاستيطانية وعلى المناطق خلف الجدار بمعنى أنه يريد أن يستولي على معظم الضفة الغربية ويتركنا في معازل مطوقة من كل جانب".
من جهة ثانية قال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة(أوتشا) إن السلطات الإسرائيلية هدمت منذ مطلع العام الجاري352 مبنى يمتلكها الفلسطينيون في القدس الشرقية والمنطقة (ج)، مما أدى إلى تشريد 691 شخصا.
وفي أول تحرك جماهيري مساند لقرار القيادة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة، اعلنت جماعة يسارية إسرائيلية نيتها تنظيم مسيرة إسرائيلية-فلسطينية في داخل القدس الشرقية في 15الجاري دعم ومساندة للخطوة الفلسطينية تحت عنوان"معا نسير للتحرير".
وفي إطار كسر الحصار على غزة تمكنت السفينة الفرنسية "الكرامة" التي تنتمي إلى أسطول الحرية 2 من مغادرة المياه الإقليمية اليونانية متجهة إلى الأراضي الفلسطينية كما أعلن منظمو مجموعة "سفينة فرنسية من أجل غزة".