حرك البحث عن حل سياسي للحرب في ليبيا، المياه الراكدة قليلا رغم التصريحات التي تبدو نارية من العقيد معمر القذافي والمعارضة الليبية التي تشير إلى أن الطرفين مستعدان لمواصلة القتال.
كان من أسباب الانطباع السائد عن تسارع خطى جهود السلام من وراء الكواليس العدد الكبير من التصريحات التي أدلى بها المقاتلون التي تلح على التوصل إلى تسوية رغم كون بعضها عدائيا وفي بعض الأحيان متناقضا.
فقد نقلت صحيفة كومرسانت الروسية عن مسؤول روسي كبير أمس قوله إن القذافي مستعد للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية.
ويأتي نشر التقرير غداة قيام الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنديرس فوج راسموسن ببحث الوضع الليبي مع الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في روسيا.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول روسي كبير لم تذكر اسمه أن القذافي "يرسل إشارات على أنه مستعد للتخلي عن السلطة مقابل ضمانات أمنية".
إلا أن المتحدث باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أكد أن الحكومة لا تتفاوض بشأن تخلي القذافي عن السلطة. وأضاف: أن المعلومات بشأن تنحيه أو سعيه للحصول على ملاذ آمن داخل أو خارج البلاد عارية عن الصحة. وتابع أن المحادثات تدور حول وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية وبدء حوار بين الليبيين وبعد ذلك تأتي المرحلة الرابعة وهي فترة انتقالية خاصة بالتغيير السياسي الذي سيقرره الليبيون.
وأعلن راسموسن في مؤتمر صحفي في سوتشي أمس أنه سيكون على الأمم المتحدة تولي المهمة من الحلف في ليبيا بعد رحيل القذافي. وقال "لا نتوقع أن يقوم الحلف الأطلسي بالدور الرئيسي في مرحلة ما بعد القذافي. نريد أن تتولى الأمم المتحدة المهمة لمساعدة الشعب الليبي خلال الفترة الانتقالية نحو الديموقراطية". وأضاف "أن الوسيلة الوحيدة لتلبية تطلعات الشعب الليبي هي رحيل القذافي"، مؤكدا أن خارطة الطريق التي أعدتها المعارضة الليبية "جديرة بالثقة".
واستقبل وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أمس، في أنقرة ممثلين عن الأمم المتحدة والثوار الليبيين ومجموعة الاتصال حول ليبيا، وذلك بعد زيارته إلى بنغازي ـ معقل الثوار ـ كما أعلن دبلوماسي تركي رفيع المستوى.
وقال هذا الدبلوماسي رافضا الكشف عن اسمه: إن داود أوغلو سيعقد لقاء ثنائيا مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليبيا الأردني عبد الإله الخطيب. ويأتي اللقاء فيما أعلن داود أوغلو يوم الأحد في بنغازي أن تركيا تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية الممثلة للثوار، على أنه "الممثل الشرعي للشعب الليبي".
وسيشارك وزير الخارجية التركي أيضا في اجتماع ثلاثي مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ومسؤول العلاقات الخارجية في المجلس الوطني الانتقالي محمود جبريل.
وقال الدبلوماسي التركي "سيبحثون تفاصيل الاجتماع المقبل لمجموعة الاتصال حول ليبيا الذي سيعقد في 15 يوليو في إسطنبول".
ميدانيا، أكد النظام الليبي أول من أمس أنه اعترض في جنزور على بعد 30 كلم غرب طرابلس مركبين كانا يقلان أسلحة للثوار.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم للصحفيين في طرابلس "بعد إلقاء الفرنسيين بواسطة مظلات أسلحة للتمرد، نشهد شكلا جديدا من أشكال نقل السلاح عبر البحر".