حمل المئات من أهل الطائف وضباط في قاعدة الملك فهد الجوية أمس، الطفل أحمد الغامدي إلى مقبرة عبدالله بن عباس، في أجواء سيطر عليها الحزن وتعالت فيها الأصوات بترديد "حسبنا الله ونعم الوكيل"، ولم يتمالك والد أحمد نفسه فانهار باكيا بين المشيعين.

وتزامن الموقف مع نقل قاتلته (زوجة أبيه) من السجن العام إلى منزل زوجها في ظل حراسة مشددة لتمثيل جريمتها بعد أن صُدِّقت أقوالها شرعا.




ودعت الطائف أمس الطفل أحمد فهد الغامدي (4 سنوات) الذي راح ضحية جريمة قتل ارتكبتها في حقه زوجة والده لتنتهي بذلك أبرز فصول القضية التي أسرت المجتمع السعودي لأكثر من أسبوعين. وفي أجواء سيطر عليها الحزن وتعالت فيها الأصوات بترديد عبارة "حسبنا الله ونعم الوكيل" ووري جثمان الطفل المقتول الثرى في مقبرة عبدالله بن عباس, وشارك في جنازته جمع غفير من أهالي الطائف وعدد من ضباط قاعدة الملك فهد الجوية.

وصلى على الفقيد نحو ألف مصل في مسجد العباس بعد صلاة الظهر ولسان حالهم يقول "بأي ذنب أزهقت روحه".

ولم يتمالك والد الطفل فهد الغامدي نفسه وهو يشاهد طفله يوضع في القبر لينهار داخل المقبرة ويجهش بالبكاء بينما كان جد أحمد لوالده متماسكا لحظة عملية الدفن.

وتزامن دفن جثمان الطفل أحمد مع نقل قاتلته من السجن العام إلى منزل زوجها بحي الشرقية وسط حراسة مشددة لتمثيل جريمتها بعد أن صدقت هيئة التحقيق والادعاء العام أقوالها شرعا في المحكمة الشرعية.

وأغلقت الجهات الأمنية الشوارع المحيطة بمنزل الجانية أثناء تمثيلها الجريمة ومنع الدخول والخروج من العمارة التي كانت تسكن فيها الزوجة القاتلة مع زوجها وطفله المجني عليه, كما أغلق أيضا الشارع المحيط بالمنزل.

وكانت هيئة التحقيق والادعاء العام أسدلت الستار على القضية التي أسرت المجتمع على مدى 16 يوما منذ أن فقد الطفل أحمد من منزل والده في حي الشرقية بتصديق اعتراف الجانية بعد اعترافها بجريمتها وتمثيل الجريمة في موقع ارتكابها وتسليم جثة الطفل لوالده لدفنها بعد صدور تقرير الطبيب الشرعي في القضية.

وشارك عدد كبير من ضباط القاعدة الجوية وأفرادها يتقدمهم قائد القاعدة اللواء الطيار الركن فياض الرويلي الذين شاركوا في عملية دفن الطفل بزيهم العسكري.

إلى ذلك, علمت "الوطن" أن خادمة الأسرة لا تزال موقوفة رهن التحقيق لتحديد مسؤوليتها حول التستر على الجانية.

يذكر أن قصة طفل الطائف الذي اختفى قبل 16 يوما من منزل والده بحي الشرقية وتم إبلاغ الجهات الأمنية عنه في حينها أنه مخطوف قد بدأت خيوطها تتكشف بإدلاء خادمة الأسرة بمعلومات عن قيام زوجة كفيلها (39 عاما) بالخروج من المنزل وبحوزتها كيس نفايات داخل شرشف مما جعل رجال البحث الجنائي يركزون عملية التحقيق مع الزوجة لتنهار وتعترف بجريمتها بقتل الطفل ورميه في العمارة المهجورة لإخفاء جريمتها.

وأحالت شرطة الطائف ملف القضية كاملا لهيئة التحقيق والادعاء العام التي استكملت جوانب التحقيق ليسدل الستار عن الجريمة التي هزت المجتمع وتفاعلت معها الأوساط كافة.