قبل ثلاث سنوات، وأثناء بحث أكاديمي، قرأت كتبا لدكتور اسمه حامد ربيع، ألمح فيها إلى أن هناك خطة إسرائيلية لتفتيت العالم العربي إلى "كانتونات"، واستند فيها إلى وثيقة إستراتيجية إسرائيلية.. شدني ما كتب، وبدأت أبحث عن هذه الوثيقة التي ترجم أيضا بعض محتوياتها الدكتور محمد عمارة، وبعد بحث عثرت عليها كاملة.. كتبها محلل إستراتيجي للجيش الإسرائيلي اسمه أوديد يونون في فبراير 1982؛ يقول فيها إنه لا حل أمام إسرائيل لقيادة المنطقة إلا بتفتيت الدول العربية إلى "كانتونات" ودول عرقية وطائفية؛ العراق إلى ثلاث دول، والسودان إلى ثلاث دول، ومصر إلى أربع، وليبيا إلى ثلاث، وتفتيت الخليج الذي وصفه بقصر من الرمال، ووضع مدة قصوى ثلاثين سنة... لكن الأخطر أنه قال إن هذا لن يتحقق إلا بتحالف مع المحافظين الجدد في أميركا. في تلك الأيام كان برنارد لويس المفكر الصهيوني وصديق تشيني يضع لمساته الأخيرة علي خارطة الشرق الأوسط الجديد ليقدمها لإدارة ريجان التي كانت بداية تواجد المحافظين الجدد في السياسة الأميركية.. قسمت الخريطة المحتملة كل الدول وعلى رأسها وطننا إلى ثلاث دول فقيرة متصارعة، ووُضعت الخريطة في الأدراج، وأعلن بيريز لاحقا عن شرق أوسط جديد، لا دولة فيه أكبر من إسرائيل، وبدأ التطبيق في العراق 2003 ثم السودان ثم تدخل العملاق الصهيوني الكبير منظمة فريدوم هاوس التي أسهمت في تدريب قيادات ربيع التقسيم ومحركها بيتر كرمان صاحب نظرية الحشد الجماهيري لإسقاط الأنظمة، وأكملت المطلوب في 2011، ابحثوا عن أعضائها ومن يرأسها ومن يمولها وكيف أججت الاحتجاجات.. إنه ربيع عبري خدعوا به شبابنا بمباركة الإخوان المسلمين.. قسمت أربع دول (الصومال، العراق، السودان، ليبيا)، والآن يضغطون لتقسيم (مصر، وسورية، واليمن)، والدور قادم على البقية.. ألم أقل لكم إنها صدفة؟ يا لغبائي.. أعتذر..