"أصبحت ورشة عمل"، هذه الكلمات كانت ضمن تصريح أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل على هامش انطلاق فعاليات مهرجان جدة غير 32، حيث طالب أهل جدة بأن يتحملوا الصعاب في الشوارع والمرور والأماكن التي يصعب الوصول إليها خلال هذا العام والأعوام المقبلة.
وعلى الرغم من أن الطلب غالٍ لأن جدة تعج حاليا بالسياح والزوار مما يجعل أهلها يجدون مشقة في التنقل، خصوصا مع وجود اختناقات مرورية في معظم الشوارع، إلا أن انفراجة بدأت تلوح في الأفق، حيث كشفت أمانة جدة في بيان لها أمس عن تسلمها 30 حديقة تم الانتهاء من إنشائها تبلغ مساحتها 126 ألف متر مربع.
ويتوقع سكان جدة أن تساعد هذه الحدائق في تنقية أجواء جدة، حيث تسهم في حماية البيئة والمحافظة على توازنها.
ووفقا لبيان الأمانة فالحدائق التي قاربت تكلفتها من 15 مليون ريال، تحتوي على ملاعب رياضية متنوعة، كما تشتمل جميعها على خزانات وشبكات ري وأرصفة خارجية وممرات داخلية وإنارة ومظلات وألعاب أطفال، إضافة إلى المسطحات الخضراء والأشجار والشجيرات.
وبالنسبة لتوزيعها، فقد كان لبلدية المطار النصيب الأكبر، حيث أنشئ في نطاقها 6 حدائق و5 في نطاق بلدية العزيزية، وحديقتان في نطاق بلدية بريمان، و4 في نطاق بلدية الجامعة، إلى جانب حديقة واحدة في نطاق بلدية أم السلم.
من جهته، أوضح الخبير في مجال البيئة المشرف على المركز الوطني للتقنية الزراعية بمدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور ناصر بن صالح الخليفة أن الحدائق لها قيمة بيئية كبيرة، حيث تسهم الأشجار والمسطحات الخضراء في تبادل الغازات وامتصاص الغبار، مشيرا إلى أنها تعتبر المتنفس الوحيد لكثير من الناس، خصوصا قاطني الشقق والمنازل الصغيرة.
وطالب بزراعة نباتات تتلاءم مع البيئة الصحراوية في المملكة للحفاظ على مخزون المياه، عبر اختيار الأنواع التي تتحمل الجفاف أو الملحية التي تسقى بأي نوع من المياه، مشيرا إلى أن أراضي جدة تعتبر ملحية وكذلك المياه مما يستوجب زراعة نباتات تتحمل الملوحة.