تراجع رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل عن تصريحات أدلى بها أول من أمس عن بقاء العقيد معمر القذافي في ليبيا بعد تنحيه عن السلطة، وقال أمس إنه لا مجال لبقاء القذافي في ليبيا حاضرا ومستقبلا. وقال في بيان أمس إنه لم يبق أمام القذافي سوى "التنحي عن السلطة والمثول أمام العدالة". وكان عرض عبدالجليل، قد أثار غضب الثوار، وتجمع نحو مئة شخص أمام فندق تيبستي حيث مقر المجلس الوطني، في بادرة نادرة في بنغازي للإعراب عن المعارضة للاقتراح. وقال نائب رئيس المجلس الانتقالي عبدالحفيظ غوقة إن أمر الاعتقال الذي أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق القذافي جعل الآن أي اقتراح من هذا القبيل لاغيا. ويعكس هذا العرض ثم سحبه، الانقسام السائد داخل المجلس الانتقالي، حيث تضغط بعض العناصر التي كانت تنتمي الى النظام من أجل فتح حوار مع أعيان طرابلس، بينما يعارض آخرون طرح الأمر.
في المقابل، أكد سيف الإسلام نجل القذافي، في حديث نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية أمس، أنه "يستحيل التوصل إلى حل للنزاع دون مشاركة والده". وأضاف "والدي لا يشارك في المفاوضات. إنه نزاع ليبي بين ليبيين وخونة، وميليشيات، وإرهابيين. هل تظن أننا يمكن أن نجد حلا لا يساهم فيه؟ لا هذا مستحيل".
وقال "مع الحلف الأطلسي أو من دونه سيخسر المتمردون" الحرب، مضيفا أن "الجرذان (كما يصف الثوار) ليس لهم أي فرصة للسيطرة على هذا البلد". ومن أجل وضع حد للنزاع قال سيف الإسلام إنه مستعد "للسلام" و"الديموقراطية" و"الانتخابات" أو "الحرب". وأضاف "أنا أحب الديموقراطية وأريد أن تكون ليبيا سويسرا أو نمسا الشرق الأوسط".
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الحكومة الليبية إبراهيم موسى أمس أن مسؤولين حكوميين اجتمعوا في عواصم أجنبية مع شخصيات من المعارضة للتوصل لحل سلمي للأزمة.
وأوضح أن أحد الاجتماعات عقد في روما بين مسؤولين بالحكومة وعبدالفتاح يونس العبيدي وزير داخلية القذافي السابق الذي انشق وانضم للمعارضة في فبراير الماضي.
ميدانيا، واصل الناتو قصف عدد من الأهداف التابعة لقوات القذافي حيث استهدف مساء أول من أمس مدينة زوارة الساحلية (على بعد 120 كيلومترا غرب طرابلس) بالقرب من الحدود التونسية، ومدينة بني وليد (على بعد 180 كيلومترا جنوب شرق طرابلس). وكانت مدينة زوارة الليبية شهدت انشقاق 34 ضابطا عن كتائب القذافي حيث انضموا إلى صفوف الثوار الشهر الماضي. كما دعا النظام الليبي أمس إلى التطوع للقتال، بعد ثلاثة أيام من نداء القذافي إلى التجنيد.
من جهة أخرى، أعلنت تركيا رسميا قطع علاقتها بنظام القذافي، وقررت تجميد أرصدته وأرصدة عائلته فى بنوكها. وجاء قرار قطع العلاقات بشكل رسمي، بعد أن سحبت أنقرة سفيرها في طرابلس سالم ليفنت شاهين وأغلقت سفارتها في مارس الماضي.
إلى ذلك، طغى الوضع في ليبيا على اجتماعات روسيا وحلف الأطلسي والوسيط الأفريقي رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، في المنتجع الروسي سوتشي أمس. ودافع أمين عام الحلف أندرس فو راسموسن عن عملية الحلف في ليبيا، فيما تمسكت روسيا وزوما بالحل السياسي.