"الكنة" و"العاصف" موسمان مختلفان تتناقض ما بينهما الأحوال لدى صيادي الأسماك ويشعر بتأثيرهما المستهلك رغم عدم درايته بالأسباب غالباً.

شيخ الصيادين بمنطقة جازان حمود الشيخ يعرف هذين الموسمين فيقول "الكنة" هي الفترة التي تسبق شهر رجب وتشهد وفرة السمك وجودة نوعيته وتعتبر موسم صيد وفير يقبل عليه الصيادون الهواة والمتنزهون، مضيفاً أنه يعقبها موسم "العاصف" الذي يصادف رجب ويستمر إلى أواخر شعبان حيث تكثر الرياح والعواصف الرملية والترابية الأمر الذي يجعل الإبحار فيه من الخطورة ما يستدعي حرس الحدود إلى وقف رحلات الصيد الأمر الذي نعيشه هذه الأيام، إضافة إلى أن الأجواء الحارة تدفع بالأسماك للبقاء في الأعماق من البحر مما يصعب عملية صيدها بالوسائل التقليدية.

وأشار إلى أن تأثير أسواق السمك بمنطقة جازان يمتد إلي أسواق المملكة كافة حيث يتعذر إبحار قوارب الصيادين التي تبلغ، حسب شيخ الصيادين، 120 قارباً من الحجم الكبير وأكثر من 600 قارب من الحجم الصغير، مضيفاً أنه يفترض أن يغطي إنتاجها من الأسماك المنطقة الجنوبية كافة ويصدر إلى أبها والباحة ونجران ومنطقة مكة المكرمة.

وذكر الشيخ أن أسعار السمك تخضع للعرض والطلب حيث يقل المعروض بشكل كبير تبعاً للأحوال الجوية التي لها الأثر الكبير في قلة رحلات الصيد وندرة السمك، مضيفاً أن هذا الوضع يبرر غلاء الأسماك الطازجة التي يفضلها أهالي المنطقة خاصة، مشيراً إلى أن السعر في هذه الأيام يتضاعف بشكل لافت للنظر حيث تكون فترة بيع السمك فترة تتأثر بمحدودية العرض إضافة لمنافسة المطاعم والفنادق التي يكون لها دورها في رفع الأسعار بشرائها بأسعار مرتفعة جداً.

وعن تنوع السمك خلال هذه الفترة قال إن الأهالي يفضلون سمك الضيراك في المرتبة الأولى ويأتي بعده البياض والهامور والشعور ويتقبلون أسعاره المرتفعة حيث يتم بيع السمك بالجملة في الحراج بطريقة المزاد بعد استقباله من المراكب، بعد ذلك يقوم باعة التفرقة بوضع السعر على أساس قيمته في الجملة.

"الوطن" زارت سوق السمك بجازان والتقت البائع أحمد عباس الذي قال: إننا ننافس خلال هذه الفترة على شراء السمك من الحراج وبأسعار مضاعفة عما كانت عليه قبل رجب حيث إن الكمية التي تشتريها بـ400 ريال أصبحت هذه الأيام بألف ريال، والتي كانت بـ 700 قبل رجب، تبلغ قيمتها في رجب ألفي ريال.

ويؤكد بائع التجزئة وحيد هباب إقبال المواطنين رغم ارتفاع الأسعار، مشيراً إلى أنهم يرغبون الطازجة على الثلجة والمستوردة.

من جانبه، أوضح المتحدث الإعلامي للرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة حسين القحطاني لـ "الوطن" أنه في هذه الفترة من السنة يتأثر الشريط الساحلي من البحر الأحمر برياح نشطة تساهم في إثارة الأتربة والغبار وارتفاع الموج ومن المتوقع استمرار هذه الأحوال الجوية على منطقة جازان من شهر ونصف إلى شهرين، مبيناً أن الأرصاد وحماية البيئة تقوم بإصدار التنبيهات والتحذيرات اللازمة المعنية بحالات الطقس وإبلاغ الجهات المعنية بذلك للتعاطي مع الحالة كل وفق اختصاصه.

كما أوضح الناطق الإعلامي لحرس الحدود بمنطقة جازان العقيد عبدالله بن محفوظ أنه خلال الفترة الماضية من رجب تم منع الصيادين عدة مرات في قطاعات الموسم وبيش وفرسان وذلك بسبب ما يرد من الأرصاد الجوية من معلومات مفادها اختلاف الأجواء، مؤكداً أن حرس الحدود لا يقوم بإعطاء تصاريح الصيد أو التنزه في الأجواء المحفوفة بالخطر، مشيراً إلى أن المنع يأتي حرصاً على أرواح الصيادين وعدم المخاطرة برحلات الصيد.