مع أن النظرة المستقبلية لقطاع الأسمنت عند أعلى مستوياتها منذ عام 2007، إلا أن شركة الأهلي كابيتال تشير إلى أن الأسعار الحالية لن تستمر حتى نهاية العام وأن الصعود الأخير مؤقت ومتركز في المنطقة الغربية.
وذكرت في تقرير صدر أمس أنه رغم استمرار نمو الطلب إلا أن حجم المعروض قادر على تلبية احتياجات السوق على المدى القصير والمتوسط.
وقال الرئيس المكلف لقسم أبحاث الأسهم في الأهلي كابيتال فاروق مياه، إن "نظرتنا المستقبلية للشركات المدرجة في السوق تشير إلى مزيد من التحسن مقارنة بالتقديرات السابقة في مارس الماضي، وذلك بسبب النهضة العمرانية الواسعة وأعمال التشييد المتزايدة التي دفعت بالطلب على الأسمنت والأسعار إلى مزيد من الارتفاع". وأضاف "إلا أننا نتوقع لتلك القفزة في الأسعار والطلب المتزايد الذي شهده القطاع في شهري أبريل ومايو ألا تستمر حتى نهاية العام.
إضافة إلى ذلك فإن الأداء المتفوق الذي حققته أسهم معظم الشركات المدرجة كان بسبب النظرة المستقبلية الإيجابية التي انعكست على أسعار تلك الأسهم".
وأشار التقرر إلى أن الأسعار المستهدفة لأغلب الشركات ارتفعت بنسبة 5-15% على خلفية الطلب المتزايد إضافة إلى القدرات الإنتاجية الفائضة القادرة على تلبية أي ارتفاع محتمل في الطلب بسهولة، مدعوماً بأسعار تكلفة منخفضة لأغلب شركات الأسمنت.
وأكدت الأهلي كابيتال أن طفرة الأسعار التي شهدها القطاع مؤقتة وانعكست بشكل رئيسي على مبيعات أكياس الأسمنت في المنطقة الغربية.
وقال مياه "إن طفرة الأسعار الحالية في المنطقة الغربية تعود للإغلاق المؤقت لشركة أسمنت ينبع بسبب قضايا متعلقة بالوقود. أما في المناطق الأخرى فإن الارتفاع في الأسعار كان أكثر اعتدالاً بنسبة ارتفاع 1-2% على أساس ربع سنوي، وذلك بسبب ضبط تجار الأسمنت لنسب الخصومات التي يمنحونها".
وشهد قطاع الأسمنت أداءً قوياً خلال الربع الأول بفضل ارتفاع حجم المبيعات بشكل رئيسي وكذلك لاستقرار الأسعار، حيث ارتفع صافي الدخل للشركات التسع المدرجة بحوالي 13% على أساس سنوي ليصل إلى 1.133 مليون ريال بتصدر أسمنت العربية بنمو وصل إلى 42%، بينما سجلت أسمنت ينبع أضعف أداء بانخفاض نسبته 18%. هذا وتوسعت هوامش الدخل الصافي لمجمل القطاع بنسبة 1.3% على أساس سنوي لتصل إلى 48.7% في الربع الأول من 2011.
وارتفع حجم مبيعات قطاع الأسمنت في المملكة بنسبة 8% على أساس سنوي لتصل إلى 12.596 مليون طن في الربع الأول من 2011.
وتتوقع الأهلي كابيتال أن يشهد الربع الثاني من عام 2011 أداءً قوياً لقطاع الأسمنت. فيما تعزو سبب النمو البطيء لصافي الأرباح إلى تقلب العوائد الأخرى.
وقال مياه "على خلفية تزايد عمليات البناء، نتوقع أن يرتفع حجم مبيعات قطاع الأسمنت بحوالي 16% على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2010، و13% لعام 2011. ومن المتوقع أن يرتفع إجمالي المبيعات بنسبة 8% في الربع الثاني من 2011 و7% في عام "2011.
وأضاف أنه بالنظر إلى النصف الثاني من 2011، فمن المتوقع تراجع المبيعات في فترتي الصيف ورمضان، حيث تتراجع أعمال البناء في المملكة. إضافة إلى ذلك، ستشهد بدايات شهر نوفمبر انخفاضاً آخر بسبب موسم الحج. لذا، فمن المتوقع أن الأحجام الكبيرة للمبيعات التي حققها القطاع في شهري أبريل ومايو لن تتكرر في الأشهر القليلة المقبلة."