فشل مؤتمر لجنة المبادرة الوطنية لتعزيز البناء والحوار الإصلاحي لمستقبل سورية، الذي عقد أمس بدمشق، بعد انسحاب عدد من أعضائه وخلافات شابت افتتاحه. وعقد المؤتمر في أجواء مضطربة نوعا ما وبعد أكثر من ساعة ونصف من التأخير عن موعده المقرر، ووزعت لجنة التنظيم وثيقة تثبت موافقة مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على عقد المؤتمر إلا أن إدارة الفندق تمنعت في البداية عن فتح باب القاعة المخصصة للاجتماع دون أن تقدم أي خدمات ودون إضاءة أو ماء أو تكييف حيث جلس أكثر من 40 شخصا من المشاركين لقراءة كلماتهم دون إضاءة أو معدات للصوت أو حتى وجود عبوات للماء أو طاولات مرتبة.
وبعد أقل من ساعة من عقد اللقاء وأثناء استراحة بين الكلمات التي ألقيت، تقدم رجل من المنصة وقال "إن مؤتمركم يريد إسكات صوت الشارع، لكن الشارع يريد إسقاط النظام، ثم انهال عليه البعض بالركل والضرب ورموه أرضا ووقع على درج القاعة ومزقت ثيابه قبل أن يتدخل البعض لحل الاشتباك وإخراجه".
ووزع المنظمون ورقة نقاش مفتوح تتضمن 4 محاور لمناقشتها في المؤتمر الوطني، وهي: بناء السلطة، آليات الانتقال السلمي الديموقراطي، التشريعات الديموقراطية والدولة المدنية، والعدالة الاجتماعية والتنمية.
ويعتبر المحور الأول الأهم حيث دعا السلطة لاتخاذ خطوات سريعة للاحتقان وبناء الثقة بين السلطة والمواطنين، وتضمن 6 خطوات منها سحب الجيش من المدن، ووقف اعتقالات الرأي والإفراج الفوري عن المعتقلين السياسيين، وكفالة التظاهر السلمي مع حماية المتظاهرين، والمحاسبة العلنية لمن تسبب في قتل متظاهرين سلميين أو جيش أو أمن.
إلى ذلك كشفت مصادر سورية أن لجنة الحوار التي شكلها الرئيس بشار الأسد وكلفها بمهمة تهيئة المناخ لعقد حوار وطني شامل، ستوجه رسالة إلى المكتب التنفيذي لهيئة تنسيق أحزاب المعارضة الوطنية التقدمية التي تشكلت قبل يومين تدعو فيه هذه الأحزاب للمشاركة في الاجتماع التشاوري الذي يهيئ لمؤتمر الحوار بعد الاتفاق على عدد ممثليها. وهذه الرسالة، ستكون أول اعتراف من النظام السياسي بأحزاب المعارضة السورية كتجمعات سياسية خارج أحزاب الجبهة منذ ما يزيد عن أربعين عاما.
وفيما بحث الأسد أمس مع وفد من الجالية السورية في الولايات المتحدة الأحداث التي تشهدها البلاد ودور جاليات المغترب في المساعدة لتجاوز هذه الظروف، قال نشطاء أمس إن دبابات الجيش انتشرت على مداخل مدينة حماة. وأوضح رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن إن العشرات اعتقلوا في ضواحي حماة، وإن السلطات تميل على ما يبدو إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة.
وإشار إلى أن "حملات اعتقال قام بها رجال الأمن مساء أول من أمس في عدة قرى تابعة لجبل الزاوية. كما تم هدم منازل لنشطاء في بلدة البارة واعتقال أهالي نشطاء متوارين من أجل الضغط عليهم وتسليم أنفسهم".
من جهة أخرى، أعلنت وكالة إدارة الأوضاع الطارئة التابعة لرئيس الوزراء التركي أمس أن عدد اللاجئين السوريين الذين عادوا إلى بلادهم بلغ خمسة آلاف، وأن نحو عشرة آلاف ما زالوا في تركيا. وفي برن، أعلنت وزارة الاقتصاد السويسرية أمس أن سويسرا جمدت 31,8 مليون دولار من الأرصدة المرتبطة بالنظام السوري.