(الإعلام الجديد .. في نسخته الورقية). بهذا الشعار بدأت (البلاد) أقدم صحيفة سعودية عهدها الجديد أمس، وهي تقدم الصحيفة في حلة مغايرة على مستوى الشكل والمضمون، بل حتى على مستوى فريق التنفيذ، إذ – ربما – لأول مرة يقود التطوير فريق عمل (شاب) من خارج المؤسسة، يحمل أفكارا ورؤى مغايرة، حرص رئيس التحرير علي حسون على نشر أسمائهم ضمن (ترويسة) الصحيفة، انطلاقا من وضعهم أمام مسؤولية أي رد فعل طبقا لتعبير حسون لـ "الوطن". شعار الصحيفة الذي يتزامن مع علو الصوت بأن المستقبل سيكون للفضاء الإلكتروني جاء تلبية لمتطلبات السوق حسب حسون الذي قال في افتتاحيته (نأتيكم بهذا الربط بين كينونتها كصحيفة ورقية وأخرى إلكترونية في علاقة جدلية متصلة وذلك على مدى الأربع والعشرين ساعة)، بينما يشير إلى فريق العمل الشاب متوجها للقارئ (نأتيك اليوم ونحن أكثر عملا لا يهدأ لنقدم لك كل ما تطلب وتريد، فهذه الكوكبة من الكتاب الشباب أصحاب الفكر النير القادر على ترجمة رغباتك وبذلك الفريق الذي أخذ على نفسه تقديم صحيفة شابة لها خصائصها ورؤيتها المستقبلية الطموحة).
وإذا كان يعتقد أن (البلاد) التي رأت النور عام 1350 هـ قد مرت بفترات تراجع منذ أكثر من عقدين، وأنها ترهلت منذ فترة طويلة على الرغم من المحاولات الكثيرة التي بذلت لإنقاذها وإبقائها داخل حلبة السباق، إلا أن خبراء كانوا يصرون دائما على أنها تبقى صحيفة لها أهميتها وقيمتها من حيث كونها ذاكرة العمل الصحفي السعودي وبداياته، منذ أن حملت اسمها الأول (صوت الحجاز) مرورا بتسميتها (البلاد السعودية) حتى استقرت على اسمها الأخير، وبين هذا وذاك مثلت (البلاد) في فترات محددة مدرسة رائدة في مسيرة الصحافة المحلية لا يمكن إغفالها أبدا، ويجري الآن البحث عن ذلك المجد القديم بعصرنة الصحيفة بأمل واسع لإعادتها لحلبة السباق نحو القارئ.
ومن غير الواضح مع العدد الأول بالحلة الجديدة، والمضامين المختلفة ما إذا كانت العودة ممكنة، ولكن يبدو أنها مستحيلة، كما عبرت نبرات صوت الحسون وهو يتحدث أمس لـ "الوطن"، وأن الرهان سيكون قائما على فكر الشباب من خلال فريق يأمل في تحديد شكل البوصلة التي تتماهى مع العصر، وفقا لما يقوله لـ "الوطن" الكاتب عبدالله حميد الدين وهو يقود ما سمته (الترويسة) (فريق التطوير).