في تحد مستمر للقمع العسكري، اندلعت الاحتجاجات أمس في مدن سورية عدة، للمطالبة بإسقاط النظام تلبية لدعوة أطلقها ناشطون للتظاهر في "جمعة ارحل". وأسفرت المواجهات عن مقتل عشرة أشخاص وإصابة العشرات بإطلاق قوات الأمن الرصاص على المتظاهرين، حسبما أعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي.
وامتدت التظاهرات، التي شاركت فيها النساء بكثافة، من دمشق إلى الحدود اللبنانية، فالمحافظات المجاورة للعراق، بجانب محافظة إدلب بالشمال، مرورا بحمص وحماة، وحلب التي شهدت أكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في منتصف مارس الماضي، بمشاركة أكثر من 400 ألف شخص.
وفيما اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف رفض المعارضة السورية إجراء حوار مع الحكومة غير مقبول، طالبت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون النظام بالبدء في الإصلاح، وإلا واجه المزيد من المعارضة المنظمة.
قتل عشرة أشخاص وأصيب العشرات بإطلاق قوات الأمن الرصاص على متظاهرين في عدة مدن سورية أمس، للمطالبة بإسقاط النظام بعد دعوة أطلقها ناشطون للتظاهر في "جمعة ارحل". وقال رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان عمار قربي إن "ثلاثة متظاهرين قتلوا في حمص بوسط البلاد وثلاثة آخرين في محافظة إدلب بالشمال، واثنين في ضواحي دمشق، وواحدا في اللاذقية. ولفت ناشط آخر إلى مقتل شخص عاشر "في حي المسبح بمدينة اللاذقية الساحلية (غرب) متأثرا بجراحه عندما ألقى مجهول قنبلة من سيارة"، موضحا أن "هذا الحي لم يشهد أي تظاهرات اليوم".
وكانت التظاهرات اندلعت في العديد من المدن السورية أمس في "جمعة ارحل".
وفي تحد لأسابيع من القمع العسكري اندلعت المظاهرات في ضواحي دمشق، وبالقرب من الحدود اللبنانية، وفي المحافظات الصحراوية المجاورة للعراق، وفي محافظة إدلب بالشمال.
وقال رئيس الرابطة السورية لحقوق الإنسان عبدالكريم ريحاوي إن "عشرات الآلاف خرجوا للتظاهر في مدينة دير الزور (شرق). ونحو 15 ألف متظاهر في مدينة القصير (ريف حمص)، وفي مدينة قطنا (ريف دمشق) شارك المئات"، مشيرا إلى "مشاركة نسائية في المظاهرة". ولفت إلى "محاولات للتظاهر في مدينة داريا (ريف دمشق) التي شهدت اعتقالات قبل صلاة الجمعة فيما انتشرت قوات الأمن بشكل كثيف أيضا في بانياس الساحلية (غرب)، وطوقت العديد من المساجد لمنع المصلين من التظاهر".
كما خرج للتظاهر المئات في مدينة الميادين (شرق) والبوكمال (شرق) وبنش وكفر نبل الواقعتين في ريف إدلب، إضافة إلى مظاهرات حاشدة في منطقة القدم والحجر الأسود ومضايا والزبداني (ريف دمشق) وفي عامودا (شمال شرق).
كما تظاهر العشرات في حي مشروع دمر السكني على أطراف دمشق، الذين فرقهم رجال الأمن بالقوة.
وفي مدينة حلب أكد ناشطون حقوقيون أن أكثر من 400 ألف شخص خرجوا في أكبر تظاهرة منذ اندلاع موجة الاحتجاجات في البلاد في منتصف مارس الماضي.
وأفاد ناشط حقوقي أن "عشرات آلاف المتظاهرين انطلقوا من عدة قرى في جبل الزاوية الذي يشهد عمليات عسكرية منذ عدة أيام باتجاه معرة النعمان". وأضاف "أن قوات الأمن أغلقت الباب على متظاهرين في الجامع الكبير في الرقة (شمال)، حتى إن عناصر موالية للنظام قامت بمظاهرة تأييد لوأد التظاهرة". وتابع "كما قام عناصر موالون للنظام بتفريق مظاهرة انطلقت من جامع عمر بن الخطاب وقاموا بضرب المتظاهرين".
إلى ذلك، نزح حوالي 150 شخصا من بلدة القصير السورية قرب حمص في وسط سورية منذ مساء أول من أمس، إلى الأراضي اللبنانية في الشمال، عبر معبر بلدة الكنيسة الحدودية الترابي، بحسب ما ذكر إمام في البلدة أمس.
وأوضح أن هؤلاء نزحوا "تخوفا من حصول تطورات أمنية بعد صلاة الجمعة".
وحول ردود الفعل، صرح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أمس أن رفض المعارضة السورية إجراء حوار مع حكومة دمشق غيرمقبول، مؤكدا على ضرورة الحوار بين السلطات والمعارضة. وأضاف في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي آلان جوبيه في موسكو، يتعين على المعارضة التخلي عن موقفها المتصلب وعدم تجاهل أي مقترحات تطرحها السلطات السورية.
وبدوره دعا جوبيه إلى ضرورة وقف كل أشكال العنف في سورية، وأن أي إصلاحات هناك يجب أن تأتي من الداخل. وأضاف "إننا مستعدون للعمل من أجل التوصل إلى حلول".
وفي ليتوانيا، قالت وزيرة الخارجية الأميريكية هيلاري كلينتون أمس إنه على الحكومة السورية أن تبدأ الإصلاح وإلا واجهت المزيد من المعارضة المنظمة، مشيرة إلى أن سماح الحكومة السورية باجتماع واحد للمعارضة في دمشق غير كاف.