اعتبر رؤساء الدول الأفريقية أنه يجب استبعاد الزعيم الليبي معمر القذافي من المفاوضات لإخراج ليبيا من الأزمة. وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الأفريقي رمضان العمامرة، كما جاء في الوثيقة الختامية التي تمت الموافقة عليها في القمة 17 للاتحاد الأفريقي في مالابو أمس بعد مشاورات استمرت ساعات "يجب ألا يشارك القذافي في المفاوضات". وأضاف أن رؤساء الدول اتفقوا على "اتفاق إطار".
وبموجب الاتفاق، سيرفع وسطاء الاتحاد الأفريقي، أي جنوب أفريقيا والكونغو ومالي وأوغندا وموريتانيا، هذه الوثيقة إلى "الطرفين الليبيين أي الحكومة الليبية والمجلس الوطني الانتقالي".
في المقابل، تعهد القذافي في كلمة ألقاها عبر الهاتف أمام آلاف من أنصاره في الساحة الخضراء بطرابلس أمس، بالبقاء، ودعا التحالف الذي يقوده حلف شمال الأطلسي إلى وقف حملته الجوية وإلا فسيواجه "كارثة". وأضاف "أنصحكم أن تتراجعوا قبل أن تحل بكم الكارثة"، كما دعا أنصاره إلى الاستيلاء على الأسلحة التي ألقتها فرنسا على الثوار. واستنكر القذافي مذكرة الاعتقال التي أصدرتها بحقه الاثنين الماضي المحكمة الجنائية الدولية.
وبدورها، قالت عائشة ابنة القذافي إن ليبيا تجري مباحثات مباشرة وغير مباشرة مع المعارضين. وأضافت للتلفزيون الفرنسي في مقابلة أذيعت أول من أمس أن أباها مرشد للشعب الليبي ولا شيء يدعوه إلى ترك بلاده. ولم يتضح متى تم تصوير المقابلة. وهونت عائشة (35 عاماً)، من شأن ما يذهب إليه البعض من أن القذافي قد يرحل. وقالت "الغريب هو إلى أين تريدون أن يرحل؟ هذا بلده وأرضه وشعبه. هناك شيء لا تفهمونه ولن تفهموه. أبي رمز ومرشد".
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أمس أن فرنسا أبلغت حلف شمال الأطلسي ومجلس الأمن بتسليمها الثوار الليبيين أسلحة. وأوضح أثناء زيارة لموسكو "الأمر لم يشكل انتهاكاً لقرارات مجلس الأمن، تعرض سكان لهجمات من قبل قوات الرئيس الليبي معمر القذافي وكانوا في وضع صعب، لهذا السبب ألقينا لهم بالمظلات أدوية وغذاء وأسلحة للدفاع عن النفس". وتابع جوبيه "لدينا خلافات حول هذه النقطة مع روسيا، وهذا لا يمنعنا من العمل معاً". إلا أن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف انتقد ذلك، وندد بـ "التفسيرات" المختلفة لقرار الأمم المتحدة الذي يتيح اللجوء إلى القوة لحماية المدنيين". وقال "هناك موقف حرج جداً حالياً، إذ يمكن تفسير القرارات بشأن ليبيا كيفما كان".
واتهمت روسيا حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس بأنه ربما يعتزم القيام بعملية برية في ليبيا. وقال سفير روسيا لدى الحلف دميتري روجوزين،"أعتقد أننا نشهد الآن مرحلة الاستعداد لعملية برية يبدي الناتو - أوعلى الأقل - بعض الدول الأعضاء فيه استعداداً للقيام بها".
وعلى الصعيد العسكري، انسحبت المعارضة الليبية المسلحة أمس من مواقعها خارج بلدة بئر الغنم الواقعة على بعد 80 كيلومتراً جنوبي العاصمة طرابلس تحت قصف صاروخي من جانب القوات الحكومية. وذكرت مصادر معارضة أن القوات الحكومية المتمركزة داخل بئر الغنم أطلقت نيرانها على مقاتلي المعارضة مستخدمة صواريخ جراد الروسية التي سقطت على مسافات بعيدة وصلت إلى قرية بئر عياد على بعد 30 كيلومتراً إلى الجنوب.