هدأت العاصفة واستقرت العاطفة لدى الجماهير السعودية بعد الخروج المر من تصفيات كأس العالم المقبلة، بعد أن نجح الاتحاد السعودي لكرة القدم بامتصاص الغضب الكبير بإعلان استقالة رئيسه وجميع أعضائه وتشكيل لجنة مؤقتة، فانشغلت الجماهير بخبر الاستقالة، ونسيت الأهم وهو الخروج المر للمرة الثانية على التوالي من التصفيات.

واقع ملموس من خلال الأحداث التي تؤكد أن الجماهير السعودية نصفها عاطفي والنصف الآخر يتعاطف مع هؤلاء العاطفيين ويتأثر بهم، فخبر الاستقالة وبداية دوري آسيا وانطلاق مسابقات الاتحاد السعودي أضاع دم الكرة السعودية وخرج بعض رجال الرياضة ذوي الخبرة عن وقارهم وهدوئهم واختل توازنهم وأعلنوا الرحيل عن كرة القدم علانية وبعضهم سرا أو في الطريق.

ولعل ما يدور في خواطرهم هو حفظ ما بقي من ماضيهم الجميل الذي يسجل لهم أداءهم وعملهم وتضحياتهم في مجال الرياضة بحسب نظرتهم وقناعاتهم.

إن تشخيص الواقع بما يدور في الكرة السعودية هو تشخيص يؤكد أننا أمام خلل نفسي عايشه الوسط الرياضي بسبب الإخفاقات والتراجع المخيف للرياضة السعودية حتى أصبحنا لا نصدق ما يقوله المسؤولون عن تسيير الرياضة السعودية من تغيير وتطوير وتحديث وخطط واستراتيجيات وأكاديميات وأقوال تنظيرية لا يتحقق منها التنفيذ على أرض الواقع حتى أصبحت أسطوانات مكررة نسمعها في كل إخفاق.

استمعنا إلى الجماهير والإعلاميين وبعض منسوبي الأندية يتحدثون عن مقترحات وحلول واستراتيجيات وخطط أبدعوا في صياغتها، لكن الواقع يصطدم بكثير من وضعنا الاجتماعي وحياتنا الرياضية التي تؤكد أن الشعب السعودي شعب يعشق ويفهم كرة القدم جيدا لكنه أمّيٌ بما يحيط بكرة القدم من أسرار وخبايا في النواحي الإدارية والمالية، لذا علينا أن ندرك أن استقالة اتحاد كرة القدم واقع لا محالة يفرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم في مرحلة الانتخابات التي تحيط بالعالم أجمع.

نشفق كثيرا على تلك الجماهير التي تخسر الجهد والوقت والمال وتصدّق ما يقوله مسؤولو الرياضة منذ سنوات وهم يعرفون تماما أن التغيير لن يأتي في يوم وليلة وأن عليهم أن يعيشوا الواقع في هذا الزمن الحزين.

تعبنا مما يقال ويتردد من مسؤولي اتحاد القدم، ولن يتغير الوضع في الكرة السعودية إلا بتغيير ما في أنفسنا كرياضيين جميعا مغلفا بالصدق والمحبة بعيدا عن التزييف والتخدير، واللجوء إلى المحاسبة العلنية قبل التحديث والتطوير وإلا سنودّع بطولات وبطولات ولن يتغير شيء.

الأندية السعودية في آسيا

الجماهير السعودية تؤمّل على أنديتها في البطولات الآسيوية وكثيرا من المسوّقين في الإعلام يرشحون ويمجدون ويبجلون الأندية السعودية ويتوجونها قبل أن تبدأ البطولات فهناك من يصرخ الهلال الزعيم والأهلي قلعة الكؤوس والاتحاد العميد والاتفاق الكوماندوز ولم يتحدثوا بصدق عن واقع الكرة السعودية المتراجع.

جماهيرنا من الشباب صغار السن، علينا أن نصدقهم القول فأنديتنا ليست كما هي في سابق عهدها وقمة توهجها ما بين 84 و94 فقد تغيّر كل شيء، إداريون ولاعبون ومدربون، والجماهير لم تعد تستمتع بكرة قدم الطعم السعودي الحقيقي.

اسكت .. اسكت

** ستشهد الرياضة السعودية أحداثا تاريخية كبيرة وغير متوقعة للجماهير الرياضية التي أصبحت تعيش على الإشاعات التي لم يتحقق منها شيء حتى الآن.

** نتائج الأندية السعودية في دوري أبطال آسيا خيّبت آمآل الجماهير.. الهلال تعادل مع بيروزي الإيراني، والأهلي نفخ إعلاميا وظهر بصورة غير متوقعة، والاتحاد فاز على باختاكور الأوزبكي ولكنه غير مطمئن، أما في كأس الاتحاد ففاز الاتفاق على الكويت الكويتي، وأعتقد أن مستوى الاتفاق أفضل من الموجودين، لكن الخوف ألا يكسب هذه البطولة لأسباب يعرفها الاتفاقيون فقط.