توقع اثنان من مسؤولي صناعة البتروكيماويات في المملكة نمو الطلب العالمي خلال السنوات الـ5 المقبلة، مما يدفع إلى زيادة الإنتاج بنسب متفاوتة للوفاء بمتطلبات النمو الاقتصادي في كل من الهند والصين واليابان، وكذلك في أوروبا.
كما قلل الصناعيون من أثر ضغوط الحماية التي تنتهجها بعض الدول المستهلكة لإنتاج المملكة من البتروكيماويات، نظرا لما تنعم به الصناعة من دعم أسعار اللقيم محليا وتوفره بصورة كافية، إضافة إلى عوامل جذب الاستثمار الصناعي.
وقال الرئيس التنفيذي للشركة السعودية العالمية للبتروكيماويات "سبكيم" المهندس أحمد العوهلي لـ"الوطن": "إن الطلب على البتروكيماويات والطاقة سيرتفع خلال السنوات الـ5 المقبلة، نظرا للحاجة القائمة في آسيا، حيث تنامي الصناعات في كل من الصين والهند، إضافة إلى عمليات إعادة البناء في اليابان لما دمره الزلزال والمد التسونامي هناك، مما سيرفع عمليات الإنتاج، ويزيد حركة التصدير العالمية للبتروكيماويات لهذه الأسواق إضافة إلى طلب السوق الأوروبية المتوقع".
وأضاف العوهلي "هناك 3 مشاريع توسعية لسبكيم في الجبيل تبدأ الإنتاج خلال عام 2013 منها مصنع الشركة العالمية للبوليمرات لإنتاج 200 ألف طن سنويا من مادتي خلات فينيل الإثيلين وبولي إثيلين منخفض الكثافة، فيما تتولى شركة سابك توفير اللقيم لإنتاج بولي إثيلين منخفض الكثافة، في حين يتم توفير سبكيم اللقيم اللازم لإنتاج خلات فينيل الإثيلين من الشركة العالمية لخلات الفينيل".
وأشار إلى أن صناعة البتروكيماويات السعودية المنتجة للبلاستك تعمل بكامل طاقتها لمقابلة الطلب المرتفع نتيجة توقف العديد من مرافق اليابان للطاقة والبتروكيماويات والموانئ ومختلف مجالات الحياة، جراء الزلزال الذي شل الحياة هناك منذ مارس الماضي.
في حين ذكر المدير التنفيذي لشركة نماء للكيماويات بالجبيل عبدالمحسن العقيلي، أن المنتجات البتروكيماوية السعودية تلعب دورا مهما في تزويد المستهلكين حول العالم بمنتجات ذات جودة عالية، مستفيدة من الإمكانات المتوفرة في المملكة، وقال "لا تقتصر صادرات المملكة على بلد بعينه، إنما تصدر منتجاتها إلى أغلب دول العالم، وبما أن المنتجات البتروكيماوية منتجات أساسية لكثير من الصناعات فإن المملكة تركز على الاستفادة من الإمكانات المتاحة، لتكون من أهم الدول المصدرة للبتروكيماويات على المدى الطويل، خصوصا للدول التي تشهد نموا كبيرا في الطلب على البتروكيماويات فوق 12% في الصين، وفي الهند أكثر من 14%".
وأضاف العقيلي "كما أن تسونامي المدمر أثر على إنتاج اليابان من البتروكيماويات، حيث يتوقع أن تكلف إعادة الإعمار نحو 200 مليار دولار، ما يسهم في تنشيط الاستهلاك الياباني من المواد الكيماوية المختلفة".
وتابع العقيلي "بالطبع ستستمر السوق الأوروبية من الأسواق المهمة لمنتجات المملكة البتروكيماوية، وذلك لاستمرار النمو فيها ولو بوتيرة أقل، خاصة مع انحسار إنتاج المواد البتروكيماوية الأولية في أوروبا واتجاهها إلى مناطق توفر الطاقة مثل الخليج، والأسواق المستهلكة مثل الصين، إلا أننا بدأنا نرى تحولا إلى عقلية الحماية من قبل بعض دول الاتحاد الأوروبي، والعمل على توجيه بعض إجراءات الحماية إلى دول الخليج على وجه الخصوص".
وأكد العقيلي أنه حتى مع تزايد ضغوط الحماية من قبل بعض الدول المستهلكة ستكون المنتجات السعودية منافسة مادامت الإمكانات المحلية المساندة لم تتغير، ومنها تسعيرة المواد الأولية وإمكان توفرها.