عندما يكتب الكاتب مقالا، أو يؤلف المؤلف كتابا، أو ينظم الشاعر قصيدة؛ هل يختارون العنوان أولاً ثم يأتون بمحتوى يناسبه، أم إنهم يكتبون المحتوى أولا ثم يضعون له بعد ذلك عنواناً يدل عليه؟.

العنوان أعلاه، جاء قبل كتابة المحتوى -أي على عكس ما يؤمن به كاتبه-؛ فبينما هو وابنته يتابعان برنامجاً تلفزيونياً بعنوان "صفحات من التاريخ" قرأ الأبُ العنوانَ خطأ، أي قرأه هكذا: (صفعات من التاريخ) فقالت له ابنته وهي تتبسم: معذرة، أنت تقرأ العنوان خطأ يا أبي؛ ثم ناولته نظارته الطبية؛ فرفضها قائلا: وما الخطأ في هذا يا ابنتي!.. فكما أن للتاريخ (صفحات) فإن له (صفعات).. قالت: كيف ذاك يا أبي؟! قال: لطفاً، افتحي ملف أمتك العربية، ابتداءً من الصفحة الأخيرة الأندلسية، وانتهاءً بالصفحة الأولى الفلسطينية؛ ثم انظري هل تجدين (صفحات) أم (صفعات).. فإن وجدتِ صفحات، فذاك دليل على قوة أمتك لا على نظارة أبيك؛ وإن وجدتِ صفعات، فإنه لا يُصفع إلا الضعيف الواهن الهزيل.

بعد هذا الحوار القصير قال الرجل لابنته: لأول مرة -يا ابنتي- أعزم على ارتكاب خطأ متعمد في تاريخي الصحفي؛ فقد عقدت النية على أن أبدأ بكتابة عنوان مقالي القادم باسم (صفعات من التاريخ) ثم أبحث له بعد ذلك عن محتوى يناسبه.. لكن أين لي أن أجد محتوى يوافق هذا العنوان؟!.. فمن يجد منكم كلاماً يناسبه فليكتبه لي مشكوراً.

قلت:

إذا صفعك التاريخ، فذاك لأنك لم تسجل فيه صفحة.

دعوا عنكم كل هذا، ولنتفاعل مع المونديال.. ما رأيكم لو يتم صرف مناديل للمونديال، ليبصق اللاعبون فيها خفية بدلا من البصق علانية أمام الملايين من المشاهدين؟!