أعلن الثوار الليبيون أن هناك إجماعا في قمة الاتحاد الأفريقي التي بدأت أمس في مالابو في غينيا الاستوائية، على ضرورة رحيل معمر القذافي، في الوقت الذي يسعى فيه الزعماء الأفارقة للحصول على الدعم لخارطة طريق تهدف لإنهاء النزاع. كما حضر ممثلون عن النظام الليبي القمة التي تستمر يومين، التي تسعى للخروج بإجماع حول الخارطة التي تشمل مقترحات بوقف لإطلاق النار وإجراء مفاوضات. وبدأت القمة الأفريقية بكلمات لزعماء انتقدوا فيها إمداد فرنسا المعارضة المسلحة المناوئة للقذافي بالسلاح، فضلا عن انتقادهم لإصدار المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض عليه لاتهامات بارتكاب فظائع.

ومن جانبه قال منصور سيف النصر منسق المجلس الوطني الانتقالي للثوار الليبيين في فرنسا إن "الجميع متفقون على رحيل القذافي. البعض يقولها علنا والبعض لا"، في إشارة إلى قادة دول الاتحاد الأفريقي. وأوضح سيف النصر الذي وصل أول من أمس إلى مالابو مع ممثلين اثنين عن المجلس الوطني الانتقالي من بينهم عبدالرحمن شلقم وزير الخارجية السابق "نأمل بالطبع أن يتوصل الاتحاد الأفريقي إلى حل للأزمة، فخارطة الطريق جيدة إذا تم تعديلها".

من جانب آخر قال الزعيم الليبي المعارض محمود جبريل إن إرسال أسلحة إلى الثوار قد يسهم في الإسراع بإنهاء الحرب الأهلية في البلاد. وقال جبريل في مؤتمر صحفي بفيينا إن الأسلحة قد تساعد على تجنب سقوط ضحايا.

وفي الإطار نفسه قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوج راسموسن إن الحلف ليس له علاقة بالمبادرة الفرنسية لتوريد أسلحة للثوار. وأضاف أن الحلف ليس لديه معلومات حول ما إذا كانت هناك دول أخرى بجانب فرنسا تورد أسلحة للثوار.

إلى ذلك يرى خبراء أن الثوار الليبيين غير جاهزين لحكم ليبيا في حال سقوط النظام. ويتساءل العديد من الدبلوماسيين والمراقبين عما سيؤول إليه مصير ليبيا بعد القذافي خصوصا بالقياس إلى الفوضى في العراق بعد سقوط صدام حسين وفي أفغانستان بعد طالبان.

واعتبر منصور الكيخيا خبير الشؤون السياسية الليبي المقيم في الولايات المتحدة "أنهم مجموعة من الهواة والمحامين والطموحين". وأضاف "لا أعتقد أنهم قادرون على تولي الحكم اليوم". وعلاوة عن عدم تمتع أعضاء المجلس الانتقالي بالخبرة، فهو أيضا سيرث وضعا أسوأ مما كان عليه العراق عند الإطاحة بنظام صدام حسين".