ثلاثة قرون مضت هي عمر بعض المقتنيات التي قام بتجميعها مواطن من مدينة الدمام، يتقدمها نماذج من تراث قبائل بالحارث، وذلك من خلال متحفه الخاص الذي يمتلئ بالعديد من القطع التراثية، في ظل تمسكه بالمحافظة على تراث البادية.
ويستحضر العم سعيد حامد آل عامر الحارثي (65 عاماً) تراث البادية، ويستعيد ذكريات آبائه وأجداده، الذين يعرفون عند القبائل بـ "جمرة عرب"، والتي احتفظ بها وقام بتجميعها منذ 45 عاماً، ولم يخل ركن من أركان منزله من تراث قبيلته، حتى وصل عددها إلى مئات المقتنيات الأثرية.
ويعلو محيا الحارثي إشراقة سكان البادية أهل الجود والعطاء عندما يسارع في "صبّ" فنجان من القهوة العربية الأصيلة بدلال قريشية، لصحفي ومصور "الوطن "، ويتغنى بتقديم شيء من واجب الضيافة لهما، بعد الحفاوة والترحيب الذي أعده في مجلسه المهيأ على طريقة "بيت الشعر".
ولم ينس الحارثي شيئاً من حكاياته القديمة، وهو يستعيد بعضاً من الحكم والأمثال التي كان يسمعها من أجداده في عمر الصبا كما يقول لـ " الوطن ": " في الحقيقة ضاعت معالم البادية المرتبطة بالأصالة والجمال، والتي كانت تعبر عن ماضي وتراث الآباء والأجداد، في ظل تسارع عجلة الزمن، ولم يبق إلا بعض من ذكرياتها الذي أحرص على نقلها لأحفادي".
ويعبّر منزل الحارثي عن مظاهر الحياة البدوية من أدوات الصيد والطعام وغيرها، ويقول: "قمت بجمع المقتنيات من أهالي قبيلة بالحارث، وبعضها اشتريته بعد وفاة أصحابها"، مشيرا إلى أن بعض المقتنيات بالمتحف يصل عمرها إلى نحو 300عام، من بينها ترج "جمرة عرب" الخاصة بقبائل بني الحارث، وهي من أقدم المقتنيات الموجودة داخل المتحف، ويوجد من ضمن التراث كذلك دلال قريشية، والهاون " النجر "، ودلال شامية، وبعض البنادق القديمة، وقلادات نسائية قديمة، ومصنوعات جلدية. ويطالب الحارثي هيئة السياحة والآثار بمساعدته في توفير موقع مناسب لعرض مقتنياته التراثية، وحفظ تراث البادية لتستفيد منه الأجيال المقبلة، ويشاهده الأهالي، ويساهم في دفع عجلة السياحة في الوطن.