دعا الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس العقيد الليبي معمر القذافي إلى التنحي عن السلطة حتى تهدأ بواعث القلق الأميركية بخصوص سلامة الشعب الليبي.

وقال أوباما في مؤتمر صحفي "الخناق يضيق حول الزعيم الليبي معمر القذافي، لا بد أن يتنحى عن السلطة حتى تهدأ بواعث القلق الأميركية بخصوص سلامة الشعب الليبي". وأضاف "ينبغي له أن يتنحى. ينبغي له أن يذهب".

وقال: إن العمليات التي تقوم بها إدارته في ليبيا لا تنتهك قانون سلطات الحرب، وإن الإدارة تتشاور باستمرار مع الكونجرس بشأن العملية.

وتسببت الأزمة الليبية في انقسامات سواء في حلف شمال الأطلسي الذي لم يتمكن بعد ثلاثة أشهر من الغارات الجوية من الإطاحة بمعمر القذافي، أو في الاتحاد الأفريقي الذي تزايدت فيه الأصوات المطالبة بتنحي الزعيم الليبي. ومع انعقاد قمة للاتحاد الأفريقي اليوم وغدا في مالابو بغينيا الاستوائية، قال الرئيس الغابوني علي بونغو أوديمبا "من أجل مستقبل شعبه، من أجل مستقبل بلاده، من أجل مستقبل أفريقيا، سيكون من المستحسن أن ينسحب القذافي من تلقاء نفسه لتسهيل المصالحة التي يريدها الشعب الليبي".

وفيما أعرب الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما عن "خيبة أمله الشديدة" لإصدار المحكمة الجنائية الدولية الاثنين مذكرة توقيف بحق الزعيم الليبي بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، انتقد الثوار الليبيون تقاعس البلدان الأفريقية عن التحرك لحمل القذافي على التنحي عن الحكم.

وازدادت التجاذبات أيضا، داخل الحلف الأطلسي، لأن التدخل العسكري في ليبيا قد استمر فترة أطول مما كان يتوقعه البعض. ويبدي بعض أعضاء الحلف في الواقع سأما على خلفية الانتقال إلى وتيرة أسرع للطلعات الجوية.

إلى ذلك ألقت فرنسا في الأسابيع الأخيرة بالمظلات، أسلحة لمساعدة الثوار في جبل نفوسة جنوب طرابلس. وذكرت صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، نقلا عن مصادر فرنسية أمس، أن فرنسا سلمت في هذه المنطقة التي تبعد عشرات الكيلومترات عن جنوب العاصمة، قاذفات صواريخ وبنادق هجومية ورشاشات وصواريخ ميلان المضادة للدبابات. وفي أول مؤشر واضح يصدر عن مسؤول في الأمم المتحدة عن غارات الحلف الأطلسي، أشار الأمين العام المساعد للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو في مجلس الأمن، إلى أن الثوار "استعادوا المبادرة" على أثر الغارات الجوية للحلف الأطلسي.

ومن جهته قال المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو إن القذافي قد يسقط خلال شهرين, وأضاف للصحفيين في لاهاي "إنها مسألة وقت... سيواجه القذافي اتهامات. لا أعتقد أننا سنضطر للانتظار طويلا. سينتهي الأمر في غضون شهرين أو ثلاثة".