حذر مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية العميد عبدالله الجميل، أمس المجتمع من الاهتمام بأصحاب الأموال والأثرياء الذين جنوا أموالهم من المتاجرة بالمخدرات، مشيرا إلى أن البعض بات يحتضنهم لأجل أموالهم وهم يعلمون أنها "حرام" وداعيا إلى نبذهم ومحاربتهم اجتماعياً قـبل الدولة.

وأضاف: عملنا لا مجال للصدفة فيه ولا نستطيع أن نتهم أحدا بالتهريب أو المتاجرة بها دون أن يقع متلبساً على الرغم من أن لدينا معلومات كافية عن الكثير من المتاجرين بهذه السموم وبانتظار وقوعهم متلبسين.

ولفت الجميل في اجتماع لـ 9 جهات حكومية التقت للتنسيق والاتفاق على تسـهيل أعمال تثقيف المجتمع في المنطقة الشرقية إلى أن معدلات التعافي من المخدرات في ازدياد، مستدركا: وكذلك معدلات التهريب والإدمان مرتفعة أيضا.

كما فضل عدم نشر تجربة مدمني المخدرات كي لا يكون لذلك أثـر سلـبي عـلى الأطـفال والمراهقين، كاشفا عن أن 350 شخصاً عادوا للإدمـان مـن أصل 2200 عولجوا العام الماضي.

وأشار إلى تخصيص أكثر من 40 ألف ريال كرواتب للمرشدين المتعافين للعمل في مستشفيات الأمل بالمنطقة.




"يجب على المجتمع بكل شرائحه نبذ أصحاب المال الحرام لا احتضانهم والسكوت عنهم".. كلمات أشار فيها مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية العميد عبدالله بن عبدالرحمن الجميل إلى احتضان واهتمام بعض شرائح المجتمع بأصحاب الأموال وأهل الثروات ممن جنوا أموالهم عن طريق الاتجار بالسموم، لمجرد أن أولئك التجار يملكون المال، بالرغم من المعرفة بأن مصدر ذلك المال هو طريق "الحرام" والمتاجرة بآفة المخدرات التي تدمر أبناء وشباب المجتمع.

وقال العميد الجميل، لـ"الوطن" أمس، إن "من أهم إسهامات توعية المجتمع بأضرار المخدرات ومكافحتها والتخلص منها، ما يأتي عن طريق إسهامات المصلحين والواعظين، إذ يجب على المجتمع بكافة شرائحه المدنية والقبلية نبذ أصحاب "المال الحرام" المتاجرين بالمخدرات ومحاربتهم اجتماعياً قبل محاربة الدولة لهم".

في مدينة الدمام أمس، كان "تجنيب المجتمع شر آفة المخدرات" الهدف الذي جمع 9 جهات حكومية، التقت للتنسيق فيما بينها والاتفاق على "تسهيل" أعمال توعية وتثقيف المجتمع في المنطقة الشرقية بأضرار تلك الآفة، ودراسة ما ينقص المنطقة من برامج توعوية لتنفيذها على أرض الواقع، والتعاون في كل السبل التي من شأنها خدمة ذلك الهدف، حيث عقدت اللجنة أمس اجتماعها الأول، بعد اختيار أعضائها واعتماد تشكيلها برئاسة مدير مكافحة المخدرات بالمنطقة الشرقية العميد عبدالله بن عبدالرحمن الجميل، وبعضوية 9 جهات حكومية، وستجتمع كل 3 أشهر، وستعمل اللجنة على التأكد من حاجة المنطقة للبرامج والمناشط التوعوية ودراستها ورفعها لوزارة الداخلية التي شكلتها.

وعلى ضوء الاجتماع الأول للجنة أمس، وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات، عقد مؤتمر صحفي في مقر مديرية مكافحة المخدرات بالدمام، برئاسة العميد الجميل وحضور أعضاء اللجنة الذين أجابوا على أسئلة الصحفيين حول أعمال اللجنة وبرنامج الأمير محمد بن فهد للوقاية المجتمعية بالمنطقة الشرقية.

وحول أهمية التوعية، قال العميد الجميل إن البيت هو المنبع الأساس لمشكلة الإدمان، ولا يجب تحميل الجهات الحكومية وحدها المسؤولية، فاستقرار الأسرة له دور كبير في تجنيب الأفراد الكثير من المشاكل.

وبالنسبة لدور المملكة في التصدي لهذه الآفة، قال العميد الجميل إننا نستعرض كيفية تعامل الكثير من الدول مع المدمنين والتجار والمهربين، ومن خلال ذلك أستطيع القول إنه لا توجد دولة مثل المملكة في التصدي لهذه الآفة.

وأضاف قائلاً إن: عملنا لا مجال للصدفة فيه ولا نستطيع أن نتهم أحدا بالتهريب أو المتاجرة بالمخدرات دون أن يقع متلبساً بالرغم من أند لدينا معلومات كافية عن الكثير من المتاجرين بهذه السموم وبانتظار وقوعهم متلبسين. مضيفاً أنه يجب على "القبيلة" أيضاً المشاركة في هذا الجانب، ومحاربة المهربين اجتماعيا، واعتبار مهرب المخدرات "وباءً" خطيراً ونبذه من المجتمع.

وفي رده على أحد الأسئلة، قال العميد الجميل إننا نصرف شهرياً أكثر من 40 ألف ريال كرواتب للمرشدين الذين تعافوا من الإدمان، ولا نفضل نشر تجربتهم في إدمان المخدرات كي لا يكون لذلك أثر سلبي، إذ قد يتأثر بتلك التجربة الأطفال والصغار أو حتى بعض المراهقين.

وعن عدد المرشدين المتعافين من الإدمان، أجاب مدير مستشفى الأمل الدكتور عبدالله الجوهي أن لدينا 35 شخصاً من المتعافين من الإدمان وهم يعملون حالياً بالمستشفى بشكل جيد، ونحن لا نشجع على استثمارهم للتعامل مع الرأي العام، لأن دورهم الأكثر فاعلية يكون عبر التعامل مع المدمنين فقط.

وحول مدى النجاح في القضاء على الإدمان، قال الدكتور الجوهي: لا أحد يستطيع القول إنني سأقضي على مشكلة الإدمان نهائياً، ولكن تعتمد مقاييس النجاح والفشل على عدة معايير، فالمعايير العالمية للنجاح تقاس بتقليل عدد الانتكاسات، ولا يعني عدم الوصول للرقم الضخم المطلوب دليل فشل.