من أم "عنيزاوية" وأب "بريداوي" ولد الملحن والموسيقار السعودي محمد المغيص، أحد رموز الأغنية السعودية، وصاحب رصيد ذهبي وضخم من الأعمال التي غالبا ما كانت علامة فارقة في تجربة المطرب الذي تغنى بها.

تعاون المغيص مع أهم الأسماء في الأغنية العربية. غنى من ألحانه لطفي بوشناق، أغنية لدم الشهيد. وشكّل ثنائيا -استثنائيا- مع صاحب الصوت العذب محمد عمر، وعلي عبدالكريم وعبادي وغيرهم. لحن عددا من الأغاني الوطنية كما لحن أوبريت "عرين الأُسد الجنادرية 19".

ومع طلال مداح كان للمغيص مزاج مختلف، تجلى في عدد من الأعمال الخالدة، من أهمها وأشهرها "كل عام وانتم بخير" و"يا حول" و"في خاطري شي".

ومن هنا نذهب إلى خاطر الموسيقار الجميل، والذي تم كسره على يد الشاعر الجميل أيضا ثامر الميمان، وعلى طريقة: ما كنت أعلم أن هذا يقتلك، قدم الميمان شيكا يحمل مبلغا من 3 أصفار فقط، للملحن الوطني "محمد المغيص"، لقاء تقديمه لحنا وطنيا لأغنية من كلمات الشاعر الوطني أيضا "ثامر الميمان".

كلاهما صرح للصحف وللفضائيات حول القضية. الميمان يقول إن ميزانية العمل 210 آلاف ريال، "منحة من وزارة الثقافة والإعلام"، وكل ما في الأمر أنه قسّمها بالتساوي على طاقم العمل الذي نفذ "7 أعمال وطنية"، فكان نصيب المغيص ذلك الثمن البخس: 5 آلاف ريال.

المغيص يقول إن مشكلته مع طريقة الميمان في صرف المكافآت التي وصفها بالسيئة و"أظهرتهم كعاملين تحت إدارته"، رغم تنازله عنها للوزارة..

كلاهما غاضب من الآخر. وكلاهما خرج بشكل مخجل.

لكنهما - رغم الضجة المخجلة - لم يلامسا جوهر القضية الذي هو هذا الثمن البخس للفن والموهبة و"خاطر" الفنان والمبدع.

إن ما جرح مشاعر المغيص، كما أفترض، هو أنه فنان.. والفنان مرهف الحس، وحتما سوف "يكسر خاطره" أن يعامل بهذه الطريقة!