قبل أن يأتي جيل ماجد عبدالله ورفاقه، كان لدينا منتخب ونجوم، لكنهم لم يفعلوا ما فعله زملاؤهم الذين جاؤوا من بعدهم، على الرغم من اجتهاد أولئك النجوم الذين نحتوا في الصخر، حتى ذاع صيتهم محلياً وخليجياً.

ولولا دورة الخليج التي لها الفضل بعد الله على نجوم مراحل البدايات، لما عرف الناس في الخليج العربي جيل سعيد غراب، والنور موسى، وخالد التركي، وناجي عبدالمطلوب، وكريم المسفر، ومبارك الناصر، وعلي حمزة، وعبدالعزيز خليل، وعبدالرحمن بفلح، وعمر رجخان، وغيرهم من نجوم تلك الفترة.

أولئك النجوم نقدر لهم ما قدموه من مستويات وتضحيات، وما حققوه على مستوى أنديتهم، أو كان على مستوى تمثيلهم لمنتخب المملكة الأول في مشاركاته الخارجية القليلة في الماضي، في بطولات دورة الخليج، أو في الدورات العربية، وسيبقون في نظرنا أسماء لن تنساها ذاكرة من عرفهم.

لكن جيل ماجد عبدالله ورفاقه، كان جيلاً مميزاً ـ عطاءً ومنجزاً ـ، فمع ذلك الجيل تأهل المنتخب الأول إلى أولمبياد أتلانتا، ومعه عرفت كرة القدم السعودية أول كأس لها على مستوى بطولة أمم آسيا، وكان ذلك في عامين متتاليين (83 و84).

وجاء الإنجاز الأكبر لجيل ماجد ورفاقه وهو التأهل إلى نهائيات كأس العالم في الولايات المتحدة الأميركية عام 94، كإنصاف لهذا الجيل الذي أخلص، فأخلصت له كرة القدم، ليقدم في تلك النهائيات ملحمة كروية سعودية تحدث العالم خلالها عن نجوم قدموا من الصحراء، لذلك لم يكن غريبا اختيار وزارة التربية والتعليم لـ"ماجد" ليكون أول درس في منهج اللغة الإنجليزية الجديد للمرحلة الثانوية ، باعتباره كما وصفته الوزارة "أسطورة نجاح ملهمة وقدوة للناشئة ومثالاً يحتذى به".

ولا شك أن هذه الخطوة من وزارة التربية والتعليم، ومن وزيرها الفنان الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، إنما تمثل إنصافاً لنجم أعطى لبلاده أكثر مما قدمت له كرة القدم، حيث تشكر هذه الوزارة على أن أقدمت على تنفيذ هذه الفكرة الرائدة التي تعدّت كونها تكريما للاعب، إلى شعور بالمشاركة، وإيمان من الوزارة على أن من حق أجيال اليوم أن يعرفوا من هو ماجد عبدالله.

وإذا كانت وزارة التربية والتعليم تكرم اليوم أسطورة كرة القدم السعودية الوحيد، وتقدم سيرته في مناهجها الدراسية، فإن على وزارات أخرى أن تنهج نفس النهج وتسير على ذات الخطى، وعلى رأسها وزارة الشؤون البلدية والقروية التي يقف على هرم المسؤولية فيها الوزير الأمير الدكتور منصور بن متعب بن عبدالعزيز.

كنت قد اقترحت قبل نحو عامين أن يوضع اسم ماجد عبدالله على أحد الشوارع أو الميادين في مدينة الرياض، وأجدني اليوم أجدد هذا الطلب لوزارة الشؤون البلدية والقروية، لأن ماجد ورفاق ماجد هم الذين أوصلونا إلى أولمبيا أتلانتا، وحققوا لنا كأس أمم آسيا عام 84، ومنحونا شرف التأهل إلى نهائيات كأس العالم عام 94.

وأعتقد أن من حق ذلك الجيل على وزارة الشؤون البلدية والقروية أن تختار بعض الميادين والشوارع الهامة والحيوية والرئيسية لتحمل أسماءهم، على أن يراعى في ذلك مكان إقامة اللاعب ومدينته، واقتراح آخر بتسمية الطريق المؤدية إلى إستاد الملك فهد الدولي بالرياض بـ "طريق كأس آسيا" وأن يوضع في أول الطريق نموذج لكأس أمم آسيا 84.

* سنارة:

الجبان يفكر في حالة الخطر برجليه، والركض لا ينفع إذا كنت على الطريق الخطأ.