الحلول كثيرة، وينبغي أن نجتهد فعلا للبحث عنها محاولة لإنقاذ الناس، فأنا أكاد أجزم أنه لا يمكن للمواطن السعودي اليوم أن يواجه الغلاء في كل شيء حوله براتب خمسة آلاف؛ حتى لو استعان بأستاذ في مادة الحساب واستخدم معه كل المعادلات الرياضية!
لذا يجب أن نبحث عن حل عملي للحد من هذا الغلاء الذي يعاني منه الناس.. لكن ـ لكي تكون الحلول عملية ـ يجب أن ندرك أولا أن الغلاء سببه مواطن سعودي آخر! ـ أوَ ليس تاجر الأرز سعوديا.. وتاجر الدجاج سعوديا.. وتاجر الحليب والأجبان سعوديا.. وتاجر السكر والشاي والزيت سعوديا.. كل هؤلاء سعوديون!
وزارة التجارة قامت العام الماضي بتطبيق قانون اسمه قانون "السلع التموينية" على شركات الألبان السعودية حينما حاولت رفع الأسعار، واستطاعت أن تضبط أسعارها بقوة ذلك القانون.. لكنها لم تقم بتطبيقه على بقية التجار على الرغم من كون المواد التي يبيعونها على الناس تموينية هي الأخرى!
لا أظن الوزارة قادرة ـ لا أود أن أقول راغبة ـ على تطبيق هذا القانون.. ولا أظنها قادرة على تثبيت أسعار السلع.. ولا أظنها راغبة ـ هنا اختلفت المعادلة ـ في طباعة السعر على السلعة حتى لا تكون عرضة للارتفاعات العشوائية.. ولذلك فالحل هو أن تقوم (جمعية حماية المستهلك) باستئجار باص من باصات سابتكو، وتقوم بدعوة عدد من مستحقي الضمان الاجتماعي والأرامل والمحتاجين والفقراء والأيتام وتنظم لهم جولة "حب خشوم" على التجار السعوديين، ويبدأ رئيس الجمعية حديثه مع كل تاجر بقوله: "تكفى.. طلبناك.. وش ذنبهم.. ارحمهم.. هؤلاء مواطنون منكم وفيكم"! ـ ولا بأس أن يتباكى وتتباكى معه المجموعة؛ لعل قلبه يحن عليهم ويرحمهم!
قد يكون الحل مضحكا، لكن ما العمل؟