- في الأول من فبراير.. بينما كان أحد سكّان بناية، نصف قديمة، بأحد أحياء مدينةٍ ما، يلصق ورقة على واجهة المصعد، يطلب فيها من جميع سكان العمارة أن يبادروا بدفع المترتب عليهم من أجر الحارس، لأنه توقف عن أداء عمله، ويبحث عن بناية أخرى، حدث أن مندوب روسيا بمجلس الأمن أعلن أن موسكو ستنقض أي قرار بشأن سورية لا تراه مقبولاً!

- وفي 5 فبراير.. وبينما كانت سيدة في الأربعين من عمرها تجرّ ابنها المغشي عليه من الحمى إلى الشارع، ثم تتركه عند الباب وتركض لإيقاف أي سيارة عابرة تنقلها وابنها للمستشفى، حدث أن وكالة الأنباء "رويترز" تنقل عن مسؤول عسكري إيراني تهديداً بمهاجمة أي دولة تُستخدم لضرب بلاده!

- وفي 10 فبراير.. يشتبك شابّان في أحد شوارع عاصمة كبيرة، توقفت السيارات وتجمهر الناس، وانسدّ الطريق، حدث هذا بينما كان هناك وزيران يتقدمان باستقالتهما من الحكومة اليونانية إثر مطالب أوروبية بمزيد من التقشّف.

- وبينما كانت إحدى الفتيات، في قارّة بعيدة، تحتفل مع والديها وأصدقائها بعيد ميلادها الثاني والعشرين، والجميع يفاجئها بأنهم يرتدون قميصاً واحداً، مكتوباً اسمها وتاريخ ولادتها عليه! في نفس اليوم تفاعلت قضية الاعتداء على المعوقين في دار الرعاية الشاملة في عفيف، حيث تحرّك والد أحد الطفلين بتوكيل محام لمقاضاة وزارة الشؤون الاجتماعية. كان ذلك اليوم هو 16 فبراير.

- ومن جهة عجيبة، كانت شركة قوقل أعلنت أنها ستبدأ في تطبيق إعدادات الخصوصية من يوم (الأول من مارس)، بحيث يحتفظ الموقع بأنشطة مستخدميه وتواريخها مهما تقادم عهد الاستخدام، حدث هذا بينما كان المنتخب السعودي يتلقى خسارته المخجلة من أستراليا، بأربعة أهداف، ثلاثة منها سُجلت في أربع دقائق، لتخرج السعودية من كأس العالم تماماً. وقع كل هذا يوم الأربعاء 29 فبراير!

http://www.youtube.com/watch?v=n76 JCrEbKWk

- وعلى كل حال.. فالحقيقة أني وحتى هذه اللحظة لا أعرف إن كان سكّان البناية قد دفعوا أجر الحارس، أو أنه قد انتقل للعمل في بناية أخرى، وأيضاً لا أعرف إن كانت السيدة ذات الأربعين عاماً قد وجدت سيارة عابرة لتنقذ ابنها المغشي عليه من الحمى، وكذلك لا أعرف لماذا اشتبك الشّابان بذاك العنف، وإلى ماذا انتهت تلك المشاجرة وذلك التجمهر، ولا أدري كيف كان شعور والدي الطفلين المعاقين وذويهما وهم يرون مقطع الفيديو الرهيب ذاك، وإلى أين وصلت القضية، لكن ما أعرفه يقيناً أن شركة قوقل بدأت بالاحتفاظ بكل ما نفعله! المعين الله.