بدأت ملامح السباق الانتخابي الرئاسي الأميركي تتبلور بصورة أكثر وضوحا وإن كان الوقت لا يزال مبكرا للجزم بأن ما تظهره الحلبة الآن يمكن أن يستمر حتى موعد التصويت النهائي العام المقبل. فقد أوضحت استطلاعات الرأي العام في ولاية أيوا التي تعد واحدة من الولايات التي ترجح عادة إحدى الكفتين أن جمهوريي الولاية يفضلون حاكم ماستشوستس الأسبق، ميت رومني، وعضوة الكونجرس السابقة عن ولاية منيسوتا السيدة ميشيل باكمان عن أي مرشح جمهوري آخر.

وكان كل من رومني وباكمان قد حصلا أيضا على أعلى الأصوات في استطلاعات الرأي العام التي أجريت بعد المناظرة الأولى التي عقدت بين المرشحين الجمهوريين في وقت سابق من الشهر الجاري.

ويعني ذلك أن المؤشرات المبكرة لوضع الحلبة تشير إلى أن المرشح الجمهوري الذي سينافس الرئيس باراك أوباما في الانتخابات المقبلة يمكن أن يكون واحدا منهما أي إما رومني أو باكمان.

فقد حصل رومني على 23% من أصوات الجمهوريين في أيوا مقابل 22% لباكمان. وجاء بقية المرشحين في مواقع متأخرة على نحو يعكس دقة التوقعات التي انتشرت حول أن السباق الجمهوري يكاد ينحصر حتى الوقت الراهن على الأقل في رومني أو باكمان.

وعلى الجانب الديموقراطي سيخوض أوباما السباق بمفرده. وفيما يعتقد أنه يتمتع حتى الآن بتفوق نسبي على أي من رومني أو باكمان فإن التوقعات تشير إلى جدية الاحتمال القائل بأن هذا التفوق معرض للزوال في أي لحظة خلال الشهور الباقية حتى موعد التصويت.

ويواجه أوباما تهديده الأكبر من زاوية واحدة هي التدهور الكبير في الأوضاع الاقتصادية في الولايات المتحدة.

ويسعى أوباما في الوقت الحالي إلى التوصل إلى اتفاق مع الجمهوريين في الكونجرس لحسم الخلاف حول إقرار الموازنة الفيدرالية ومن المتوقع أن يشارك في المفاوضات التي تجري بين كتلتي مجلس النواب الرئيسيتين خلال الأسبوع المقبل للتوصل إلى هذا الاتفاق.

وكانت أسعار الوقود في الولايات المتحدة قد انخفضت بعض الشيء بعد تدخل مكثف من وزارة الخزانة قيل إنه جاء لأسباب سياسية أي للحفاظ على فرصة الرئيس في الفوز في الانتخابات. بيد أن غالبية التوقعات تشير إلى أن الاقتصاد الأميركي يتجه بخطى ثابتة نحو المزيد من التدهور.