كلاكيت أول مرة:

أسوأ "الحرية" هي التي لا تعيش إلا في قطع من قماش يتم التخلص منها في سلة المهملات بعد أن تنهي مهمتها في ترويج "الشعارات".

كلاكيت ثاني مرة:

هل تريد معرفة معنى الحرية؟! فقط حاول حبس نملة صغيرة داخل كأس زجاجي، لقد كنّا نفعل ذلك ونحن صغار؛ حين كنّا نلهو دون أن يعلمنا أحد حقوق هذه النملة في الحياة، ثم راقب جيدا محاولاتها الحثيثة للبحث عن مخرج، ستكتشف أن الحرية فطرة تولد معك منذ الولادة! كيف لا وقد كلف الله الإنسان بتعمير الأرض، لهذا وهبه الحرية و"النجدين" كي يُحقق العدالة والإبداع، فلن يُبدع ويعدل ما لم يكن حرا، ولهذا كُلما ضاقت مساحة "الحرية" تدنى مستوى الإبداع واتسعت مساحة الظلم والفساد!

كلاكيت ثالث مرة:

يبدو أن الحرّية في مجتمعاتنا العربية استحسنت دورها في أن تكون مُضحكة جدا، وكأنها باتت مهرجا تُلطخ وجهها الألوان المتنافرة! ولا تستحي بأن تُخرج لسانها دون حياء للجمهور العربي المتعطش "لدراما الواقع" على شاشات الأخبار! عجيب فعلا أمر الجمهور العربي! يُتابع بحرارة مشاهد الدماء في ساحة "العجز العربي" عفوا أقصد "الربيع العربي" فيما هو يتناول غذاءه أو شيئا من المسليات والمكسرات!!

كلاكيت رابع مرة:

منذُ شرارة "ثورة الياسمين" الخضراء و"الهرج والمرج" بين الناس صغيرا وكبيرا؛ نساء ورجالا؛ لا يتوقف عن "الحُرية"، يغتابونها نهارا، ويتغزلون ليلا بقوامها الممشوق! واختلفوا في تخيل مواصفاتها، فهناك من يريدها "ستايل" بمعايير "جويل" وآخرون يريدونها ذات وقار و"حشمة" وثالث يُطالب بأن تكون "منقبة"! يا الله ما هذه الصدفة العجيبة؟! قضية الحرية تشبه كثيرا قضية المرأة في العقل العربي! يُنظرون في حقوقهما، ويخافون من فتنتهما، وينسون طبيعة كل منهما!

كلاكيت خامس مرة:

في المجتمعات الغربية "المستيقظة" تمشي "الحريّة" على قدميها، ولهذا تهب شعوبها الشجاعة للابتكار والرقي والإبداع، لكن في مجتمعاتنا العربية "الحالمة" تمشي على يديها، فتهبهم الخوف لتبرير العجز والتردد والتخلف، ربما لأن الفرق الوحيد بين الغرب والعرب هو نقطة! طبعا ليست نقطة "الغين"! إنما نقطة مفادها أن الحرّية تحافظ على قيمة حياة الإنسان ولا تقبل المزايدة! بينما في مجتمعاتنا العربية ما تزال الحرية تقدم الشهداء باسمها ليعيش آخرون في عزّها!

كلاكيت سادس مرة:

هل باتت الحرية موسيقى؟! يبدو ذلك ما دامت الموسيقى بنت الفلسفة! ولهذا أضع لكم سيمفونية "الحُرية" للموسيقار السوري مالك جندلي وأهديها للإنسان السوري الحُر.

http://www.youtube.com/watch?v=ax5ck0fzyaU