توقـّع مدير عام البرامج والمنتجات السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار حمد آل الشيخ في تصريح لـ"الوطن" أمس أن يحقق موسم صيف هذا العام داخلياً نمواً في الإقبال السياحي يفوق العام الماضي بنسبة 27.5% ، بإيرادات متوقعة تصل لنحو 11 مليار ريال، بمعدل زيادة 31% عن العام الماضي الذي تم خلاله إنفاق حوالي 8 مليارات ريال.
وينقسم موسم هذه السنة بحسب آل الشيخ إلى 3 أقسام ، القسم الأول منه يأتي ما قبل رمضان، ثم الشهر الكريم وأخيراً فترة عيد الفطر، وقال "لكل فترة مميزاتها وظروفها التي تجعل من الموسم موسماً متنوعاً من حيث الوجهات والأنشطة، مما سيؤدي إلى ارتفاع الصرف المحلي سياحياً نتيجة زيادة السائحين في كافة المناطق".
ومن جانبه، اعتبر المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار بالمنطقة الشرقية المهندس عبداللطيف البنيان، في تصريح لـ"الوطن"، أن أي شكوى من ارتفاع أسعار فنادق الـ"خمس نجوم" هي نتيجة لسوء فهم، أو شكوى تقليدية اعتاد عليها النزلاء، أو كلام يقال، وقال "مقارنة بعض الأسعار الخارجية بأسعار الفنادق داخلياً ليس منصفاً، فربما يكون لدولة معينة في العالم ظروفها، وتقدم أسعاراً منخفضة في سبيل استقطاب النزلاء".
وأضاف البنيان أن أسعار فنادق فئة الـ"خمس نجوم" بالمنطقة تتفاوت لليلة الواحدة ما بين 740 إلى 1300 ريال كسقف أعلى، فهناك فنادق تتعدد مستوياتها حتى في الفئة الواحدة، موضحاً أنه يجب عدم مقارنة أرخص سعر للإقامة في فندق فئة خمس نجوم خارج المملكة ومقارنته بأعلى سعر من الفئة نفسها بالمنطقة. وشدد البنيان على أن أسعار فنادق الدرجة الأولى مقبولة ومعقولة، ولا يمكن مقارنتها بمثيلاتها في الخارج. مؤكداً أن التسعيرة للفنادق محصورة في تكلفة الإقامة فقط، ومقطوعة حيث يمنع إضافة إي رسوم للخدمة عليها.
وأضاف البنيان :"لم تتلق الهيئة خلال صيف العام الماضي سوى 4 شكاوى حول الأسعار عبر الهاتف السياحي، مما يدل على انحسار عدد الشكاوى الحقيقية، ولم نلحظ أي تجاوزات حتى اليوم، في حين أن الأسعار المرتفعة التي كانت تسجل في أعوام سابقة للوحدات السكنية المفروشة تصل لنحو 1500 ريال اختفت، وذلك بعد تفعيل الدور الرقابي للهيئة الذي أتي بعد مرحلة التصنيف التي تـنـصف النزيل والمستثمر في الوقت نفسه، فالسعر لم يعد مسألة ارتجالية، أو ابتزازاً عن طريق رفع الأسعار".
وذكر البنيان أن المنطقة الشرقية تنعم بوفرة في دور الإيواء السياحي، مبيناً أن المقومات السياحية وتوفر الإحصاءات أعطى مفهوماً جديداً للمستثمرين؛ مما حقق إقبالاً وتوسعاً في الاستثمار السياحي في المنطقة قفز بعدد الفنادق إلى الضعف، حيث تضاعف عدد فنادق فئة الـ 5 نجوم من 45 فندقاً إلى 80 فندقاً.
وقال البنيان :"تشير دراسات أجرتها الهيئة إلى أن المنطقة الشرقية تمثل ثاني منطقة للجذب سياحي بعد منطقة مكة المكرمة، لاسيما أن أجواءها لازالت معتدلة ومقبولة، إضافة إلى مقوماتها السياحية المتوفرة، كما أن مهرجان صيف الشرقية 32 ثري ومتعدد الفعاليات الموجهة للشباب والعائلات والأطفال وكافة شرائح المجتمع وفئاته، إضافة إلى الفعاليات الداخلية في المجمعات التجارية، والمدن الترفيهية ، والمراكز العلمية والثقافية". ويشار إلى أن مركز المعلومات والأبحاث السياحية بالهيئة العامة للسياحة والآثار "ماس" ذكر في نتائج مسح للمؤسسات السياحية أنجزها العام الماضي أن إيرادات المؤسسات السياحية خلال عام 2008م بلغت حوالي 84.5 مليار ريال، شكـّـل قطاع خدمات الطعام أكبر مساهمة في الإيرادات السياحية بنسبة 41.3%، وتأتي معظم هذه الإيرادات من المطاعم التي بلغت حصتها من قطاع خدمات الطعام 95.9 % . في حين ساهمت المقاهي بنسبة 4.1% من إجمالي الدخل العام، فيما حلَّ قطاع النقل ثاني أكبر مساهم في الإيرادات السياحية بنسبة 32.2% ؛ حيث ساهمت شركات النقل الجوي بنسبة 49.7% من إيرادات القطاع، فيما ساهمت شركات النقل بالحافلات بنسبة 38.6%، في حين حققت شركات تأجير السيارات نسبة 1.8 من إجمالي دخل القطاع. كما أشارت البيانات الصادرة من المركز أن عوائد السياحة الوافدة للمملكة عام 2010م تصل لـ 3.4 مليار دولار، بنسبة انخفاض عن العام 2009م، في حين شكل العرض السياحي مقابل الطلب عام 2008م ما نسبته 99%.