نجح موقع ذاكرة مصر المعاصرة التابع لمكتبة الإسكندرية فى إعادة الأرشيف الغنائي النادر للفنانة منيرة المهدية ومنها مجموعة من الطقطوقات: "بعد العشا يحلى الهزار والفرفشة"، "يا بنت يابتاعة النرجس"، "يا فاتن الغزلان"، "يمامة حلوة ومنين أجيلها"، "يا زهرة البساتين"، "يالا نملى القناني"، "أحب استلطف وألاغي"، "من بعد 13 سنة"، "داندورما داندورما"، "مصر الجديدة"، "نويت أبيعك خلاص"، "أنا ببكي"، "جوز الحمام"، "ما أقدرش أصبر"، "أسمر ملك روحي"، "ارخي الستارة اللي في ريحنا"، "ليلة ما جه في المنتزه"، "يا عينيك يا جبايرك"، "حود من هنا وتعالى عندنا"، "حبك يا سيدي غطى على الكل"، "يا ما أحلى الفسحة في رأس البر"، "ليلة في العمر مفيش منها".
ويحتوي الموقع على عدد من أغنيات منيرة المهدية؛ ومنها: جانا الفرح جانا، هويت بخاطري، يا منصفين إزاي يكون، يارب العباد، يحيا العادل، مارش البرلمان، الليلة الحنة، تعاليلي يا بطة، تضربني ليه؟، ياورد يا فل يا ياسمين، ياما ليالي ميتعدوش، توت عنخ آمون. أما القصائد والموشحات التي يتيحها الموقع فتضم: يا فريد الحسن، يا صاح الصبر وهامني، زفة العروسة، فضلت الهزيمة، سلوا حمرة الخدين، لم أدر ما ذنبي، كليوباترا عيونك، انقضى الوقت، يا أميرتي إن حبي، إن كنت في الجيش. ويعرض الموقع أيضًا مجموعة من المونولوجات.
وقالت الباحثة في مشروع ذاكرة مصر المعاصرة سوزان عابد؛ إن الموقع يضم السيرة الذاتية الخاصة بالفنانة منيرة المهدية، كما يحتوي على تسجيل صوتي لمنيرة المهدية في أحد اللقاءات تحكي فيه مشوارها الفني وأعمالها المختلفة. وأشارت إلى أن منيرة المهدية قدمت حوالي 37 قصيدة، و100 طقطوقة، و 16 لحنا، و7 منولوجات، و 4 مواويل، و8 أدوار غنائية، و 42 مسرحية.
وأوضحت أن منيرة المهدية ولدت في عام 1885 في محافظة الشرقية واسمها الحقيقي "زكية حسن منصور"، وتلقت تعليمها الأول في مدارس الإسكندرية. كانت منيرة المهدية مغنية (تخت) أي مطربة تحيي الليالي والحفلات في مدينة الزقازيق. واكتشفها محمد فرج وشجعها على السفر إلى القاهرة حيث الأضواء والشهرة، وعملت في المقهى الذي أداره محمد فرج وفي فرقة عزيز عيد الكوميدية.
وأشارت عابد إلى أن منيرة المهدية هي أول مصرية تقف على خشبة المسرح وتخوض هذا الميدان بشجاعة. وكوَّنت الفنانة فرقة باسمها في عام 1917 على نمط فرقة الشيخ سلامة حجازي.
وأضافت أن منيرة المهدية حصلت على الجائزة الممتازة في مسابقة الغناء المسرحي التي أقامتها وزارة الأشغال العمومية عام 1926. ثم اعتكفت منيرة المهدية فترة من الزمن حوالي 20 عامًا. وفي مايو 1948 استأجرت صالة بديعة مصابني بميدان الأوبرا وأطلقت عليها اسم "نزهة النفوس" وعادت للغناء و لكن لم يقدر لها النجاح. ولفتت عابد إلى أن منيرة المهدية اشتركت في مسيرة تحرير المرأة المصرية ، كما تزعمت حركة وطنية عن طريق مسرحها وفنها الغنائي، وحصلت على وسام الفنون من الطبقة الأولى تكريما من الدولة لرواد الفن. كما منحها الرئيس جمال عبد الناصر في عيد العلم عام 1961 وسام العلوم و الفنون من الطبقة الأولى، وحصلت أيضًا على أوسمة كثيرة من مراكش وتونس.
توفيت منيرة المهدية في 11 مارس 1965 عن عمر يناهز الثمانين عاما. وفي السبعينيات أنتجت إحدى شركات الأفلام السينمائية فيلما بعنوان "سلطانة الطرب" عن قصة حياتها ومشوارها الفني.