تلتئم اللجنة الرباعية الدولية على مستوى المندوبين اليوم في العاصمة البلجيكية بروكسل، فيما قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، لـ"الوطن" إن المسؤولة العليا للسياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون أبلغت القيادة الفلسطينية أن اللجنة الرباعية ستجتمع على المستوى الوزاري، للمرة الأولى منذ مطلع العام الجاري، يوم الحادي عشر من يوليو المقبل. ونفى عريقات جملة وتفصيلا ما نقلته إحدى وكالات الأنباء على لسان مسؤول فلسطيني بأن القيادة الفلسطينية على استعداد للتراجع عن مطلب وقف الاستيطان من أجل استئناف المفاوضات. وقال"الموقف الفلسطيني معروف وواضح ومحدد، وهو مفاوضات لتطبيق حل الدولتين على أساس حدود 1967 ووقف كامل لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية، وتحديدا في القدس". وأضاف "أي مسؤول لا يقول هذا الكلام ويدلي بتصريحات غير ذلك لا يمكن أن يكون مسؤولا فلسطينيا".
ومن المقرر أن يطلع المبعوث الأميركي لعملية السلام في الشرق الأوسط ديفيد هيل اجتماع اليوم على نتائج الاجتماعات التي عقدها مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين ولاحقا مع مسؤولين عرب وأجانب، بينهم المبعوثان لعملية السلام النرويجي والياباني.
وكشف عريقات النقاب أنه تم التقدم للجنة الرباعية سواء على مستوى المندوبين اليوم في بروكسل أو على المستوى الوزاري يوم الحادي عشر من يوليو المقبل بـ4 مطالب رئيسية.
وقال "أولا، طلبنا وقفا إسرائيليا كاملا لجميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتحديدا في القدس. وثانيا، طلبنا إلزام الحكومة الإسرائيلية بحل الدولتين على أساس حدود 1967 مع الاستعداد لتبادل طفيف متفق عليه للأراضي بالقيمة والمثل".
وأضاف عريقات "ثالثا، طلبنا دعم المصالحة الفلسطينية، باعتبار أن المصالحة ستعزز فرص التوصل إلى السلام على أساس الدولتين على حدود 1967، وأن الديموقراطية الفلسطينية لا يمكن أن تكرس إلا عبر طريق المصالحة، وأن الحكومة القادمة ليست حكومة محاصصة، وإنما مشكلة من شخصيات مستقلة ببرنامج الرئيس وأن هدفها هو التحضير لإجراء الانتخابات وإعادة إعمار غزة، وبالتالي طلبنا دعم الحكومة".
وتابع عريقات" رابعا، أكدنا على أن سعينا للحصول على عضوية فلسطين في الأمم المتحدة لا يتناقض مع السعي للسلام، أو إطلاق محادثات السلام، إذ إن قبول فلسطين كعضو في الأمم المتحدة على حدود 1967، يعتبر ضمانة للحفاظ على مبدأ الدولتين على حدود 1967 ، وبالتالي نريد دعم هذا المسعى سواء من الاتحاد الأوروبي والرباعية والمجتمع الدولي".
بالمقابل، أشارت مصادر إسرائيلية إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أبلغ الموفد الأميركي أن حكومته ستكون على استعداد للتفاوض على أساس حدود 1967 شريطة أن تتضمن الصيغة اعترافا بيهودية الدولة، حسب ما أعلنت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
وفي الإطار نفسه، صرح نائب وزير الخارجية الإسرائيلي داني ايالون أمس أن إسرائيل تعتقد أنها كبحت "التيار" المؤيد لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة في سبتمبر المقبل. وقال للإذاعة الإسرائيلية "على الرغم من عدم وجود تغيير في الأغلبية التلقائية المؤيدة للفلسطينيين في الجمعية العامة للأمم المتحدة، فإن التيار المؤيد للفلسطينيين في المجتمع الدولي في أوروبا وأميركا اللاتينية تم كبحه". وأضاف أن "هناك فهما أفضل بكثير لمواقف إسرائيل. حتى لو تم اتخاذ القرار (بانضمام الدولة) في الأمم المتحدة بالأغلبية التلقائية، فإنه سيكون انتصارا باهظ الثمن للفلسطينيين الذين فقدوا تعاطف دول من الصف الأول على الصعيد السياسي والاقتصادي دون أن يغير هذا شيئا على أرض الواقع".
من جهته، قال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة رون بروسور للإذاعة "يجب التحرك من أجل الحصول على أقلية معنوية في الأمم المتحدة". وأضاف "نناشد الدول لنوضح لها أن أي قرار أحادي الجانب لا يمكن إلا أن يؤدي إلى العنف". وأكد بروسور "أنهم يستمعون إلينا بانتباه أكبر".
وقالت الإذاعة العامة إن تعدادا أجرته وزارة الخارجية الإسرائيلية يكشف أن 118 من أصل 192 دولة في الأمم المتحدة مستعدة لقبول طلب لانضمام دولة فلسطين إلى الأمم المتحدة، نظرا لغياب آفاق التفاوض مع إسرائيل.