اعتقلت أجهزة الأمن الإيرانية أمس المساعد السابق لوزير الخارجية والأمين العام للمجلس الأعلى لشؤون الإيرانيين في الخارج، محمد شريف ملك زادة، حليف الرئيس محمود أحمدي نجاد، بسبب تهم غير محددة وعلى خلفية الصراع المحتدم بين الأصوليين وحكومة نجاد. وجاء الاعتقال بعد تهديدات مباشرة من نواب أصوليين في البرلمان توعدوا باعتقال زادة لاتهامه بارتكاب أعمال غير قانونية.
وقد أثار تعيين ملك زادة مساعدا لوزير الخارجية مشكلات كادت تؤدي لاستجواب وزير الخارجية علي أكبر صالحي وحجب الثقة عنه، لكن استقالة زادة الثلاثاء الماضي حالت دون مضي النواب الأصوليين إلى هدفهم وهو حجب الثقة عن الوزير صالحي. في السياق ذاته، توقع عضو جبهة الأصوليين، مهدي طائب، اندلاع اضطرابات كبيرة في إيران تفوق في تداعياتها الاضطرابات التي جرت عقب الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران في 12 يونيو2009 ، على أعتاب دخول البلاد في عملية الانتخابات البرلمانية وأن تلك الانتخابات ستكون سببا في اندلاع فتنة كبيرة في إيران. وقال طائب إن "تيار الانحراف القريب من حكومة نجاد هو امتداد لاضطرابات يونيو2009 وإن هذا التيار يسعى لإحداث ثورة في الداخل الإيراني". وأضاف أن مستشار نجاد، رحيم مشائي، كان يهدف أولا من وراء مشروعه المنحرف لإسقاط حكومة نجاد. وأشار طائب إلى أن "الفساد الأخلاقي لتيار الانحراف يفوق الفساد في الحكومات السابقة"، مشيرا إلى أن هناك شخصيات معتقلة من تيار الانحراف بعد أن وجدت نجمة داوود الإسرائيلية مطبوعة على آياديهم.
من جانبه حذر وزير الاستخبارات الإيراني حيدر مصلحي، المسؤولين في الحكومة من الأشخاص الذين يعملون معهم، وقال "عليهم أخذ الحيطة"، مشيرا إلى أن هناك اختراقات سجلها "مجاهدو خلق" خلال مرحلة حكم التكنوقراط والإصلاحات وما قامت به الأجهزه الأمنية من رصد للعناصر الإرهابية.
إلى ذلك اتهم نجاد مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية أمس بأنهم "دمى" في أيدي القوى العالمية. وقال في حفل افتتاح وحدة لتنقية مياه الصرف الصحي في جنوب طهران إن "القوى العالمية أنشأت وكالة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ووضعت هناك مجموعة من الدمى".
وقال إن "كل العقوبات المفروضة ضدنا حتى الآن هي مجرد ذرائع لحرماننا من التقدم التكنولوجي". وأشار نجاد إلى أن "إيران لا تريد إنتاج القنبلة النووية لكن الدول الغربية تثير تلك الشائعات لأجل زرع الخوف في المنطقة من إيران".