في الوقت الذي تشهد فيه عدة دول عربية حالة من الاضطرابات والأزمات الداخلية التي ألقت بظلالها على حركة السياحة، تأتي المملكة لتحتل مرتبة متقدمة بين الدول التي تهوي إليها نفوس المصطافين والسياح، خاصة من دول الخليج.
المدينة المنورة تأتي كواحدة من مناطق المملكة التي تشهد خلال إجازة الصيف حركة غير عادية على مستوى المعتمرين والسياح في آن واحد، لما تزخر به من مساجد ومعالم دينية، بدءا بالمسجد النبوي الشريف الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم" صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام"، إضافة إلى مسجد قباء الذي قال عنه الرسول الكريم "من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كانت له كأجر عمرة".
وقدر عضو لجنة الحج والعمرة والسياحة بالغرفة التجارية والصناعية بالمدينة المنورة عبدالغني حماد الأنصاري عدد السياح والزوار القادمين إلى المدينة المنورة أسبوعيا بـ 10 آلاف زائر، وأشار إلى أن حجم الحجوزات الفندقية في المدينة خلال إجازة نهاية العام الدراسي 70%، و يصل إلى 90% خلال موسم شهر رمضان، الذي تشهد أيامه إقبالا واسعا على المدينة المنورة.
من جهته قال مدير شرطة منطقة المدينة المنورة اللواء عوض بن سعيد السرحاني إن أجهزة شرطة المنطقة كافة دأبت منذ وقت مبكر على إعداد خطة أمنية ومرورية، تهدف إلى توفير الأجواء الأمنية والمرورية المناسبة مع حجم حركة إقبال الزوار والسياح على المدينة المنورة خلال الإجازة الصيفية التي يعقبها موسم شهر رمضان المبارك. وأضاف اللواء السرحاني أن الخدمات الأمنية التي تقدمها أجهزة الشرطة في المنطقة تبدأ من الطرق الخارجية السريعة المؤدية إلى المنطقة سواء للقادمين إلى المدينة أو المغادرين منها، فيما يتولى هذا الجانب "قوة أمن الطرق" التي تتولى متابعة الأحوال الأمنية على الطرق السريعة وتقديم الخدمات الإنسانية والإرشادية على امتداد الطريق. وأشار إلى تكثيف التواجد الأمني في المنطقة المركزية المحيطة بالمسجد النبوي الشريف الذي يتولى عدة مهام من أبرزها مساعدة التائهين وكبار السن، وتنظيم حركة تفويج الزوار وحركة دخول وخروج المركبات من المنطقة المركزية، بحيث لا تصادف ذروة خروج أو دخول المصلين للمسجد النبوي الشريف، وكذلك الحال لمسجد قباء ومنطقة شهداء أحد.