على الرغم من المحاولات التي أدخلتها وزارة التربية والتعليم في السنوات الأخيرة للتخفيف من صرامة وسطوة الاختبارات النهائية في نفوس التلاميذ، ومحو الفكرة العالقة بأذهانهم وتصورهم للاختبارات على أنها شبح مرعب يرمي بثقله على كاهلهم، ويدخلهم في عزلة ، ويقطعهم عن أصحابهم، ويبعدهم عن شاشات التلفاز، ويحول بينهم وبين وسائل الترفيه المختلفة، ما أن ينقضي آخر اختبار حتى يزداد نشاط التلاميذ، وطلبهم للهو واللعب الذي يصل إلى حد العبث بالممتلكات العامة والخاصة.

"الوطن" رصدت عددا من الأطفال تتراوح أعمارهم بين 12-15 عاما يعبثون بخرطوم مياه معد لمكافحة الحريق بمبنى فرع وزارة الثقافة والإعلام عصر أول من أمس بالمدينة المنورة ، ومع أن المبنى يقع على شارع عام، ويشهد حركة كبيرة للسيارات والمارة، إلا أنهم قاموا بفتح الصندوق، وسحب خرطوم المياه والعبث بالماء، وعند اقتراب عدسة "الوطن" منهم فروا تاركين خلفهم خرطوم الماء المفتوح يسيل في الطريق العام.

الأخصائي بالشؤون الاجتماعية بالمدينة المنورة أحمد الحربي أكد أن نشاط الأحداث على أشده فترة ما بعد الاختبارات، ويحتاج الأمر من أولياء الأمور إلى شحن طاقاتهم النفسية والجسدية لتسخيرها في الاهتمام بأبنائهم. وأضاف أن هذه الفترة تعد موسما تتزايد فيه الحوادث الجنائية بسبب تصرفات وسلوكيات ومغامرات الأحداث غير المسؤولة، ونصح الآباء بأن يعدوا لهذه الأيام البرامج والرحلات والزيارات لامتصاص نشاط الأبناء الزائد، والخروج من هذه الفترة بأقل الأضرار.