في كل صباح، وكل مساء، أي أنك تستطيع أكثر من مرة في اليوم أن تستمع إلى إذاعات إخبارية أميركية تبث تغطيات ولقاءات عن قضية "حرق القرآن" التي تمت الأسبوع الماضي في القاعدة الأميركية في أفغانستان. الأميركان يسخرون من ردة فعل الرئيس "أبو حسين"، وسخروا - وهم ليسوا مسلمين - من تصريح وزيرة الخارجية السيدة هيلاري كلينتون التي وصفت اعتذار الرئيس أوباما بالإيجابي!
الأسباب، التبعات، وتفاصيل أخرى لم تهتم وسائل إعلام العرب والمسلمين بتغطيتها، قام الأميركيون بمتابعتها في إعلامهم. كتبت الأسبوع الماضي أتساءل عن غياب هذا الموضوع الذي يستفز مشاعر المسلمين ويمس دينهم، تساءلت عن غيابه في كثير من قنوات "الفتنة" التي تقتات على بقايا الأشياء، لماذا تم تغييب هذه القضية وعدم الاهتمام بها، وهي تخص الأمة، لكن كما قلت سابقاً لأنها لا تصنع نجوماً جددا في ساحة الصراع الإعلامي بين التيارات فإنها بلا قيمة. لكن الغريب هو أن يقوم الإعلام "الغربي"، وهو المتهم بأنه يريد (تدمير) عقول الشباب المسلم، بتغطية مستمرة لقضية تخص المسلمين، ويتفاعل معها، ويعطيها مساحات من النقاش. تفاجأت بتغطية وسائل الإعلام الأميركية اليومية للقضية، وكأنها تمس عقيدتهم.
حين تشاهد القنوات الدينية لدينا، تشعر أنك تعيد الاستماع لنفس الأشياء، وتشاهد نفس الأشخاص، وتستمتع إلى نفس الفتاوى كل عام، والتغير فقط هو حسب الموسم. لا يوجد طرح عقلاني محايد، كل ما هنالك محاولة زيادة رقعة تقسيم المجتمع إلى فئات، وتصبح كل فئة فرحة بما لديها، وتضيع القضايا الأساسية في الإعلام مقابل صراع هامشي مستمر، الغالبية العظمى تشارك فيه، وستظل تشارك فيه حتى الرمق الأخير.
فاصلة:
أتمنى أن يكون هناك طرح إعلامي فضائي يفيد المشاهد، لا أن يجعله يشعر بالغثيان.
قناة المجد قادرة على صنع المستحيل وطرح موضوع خسارة المنتخب السعودي المتكررة، كونه منتخبا مكونا من شباب السعودية المخلصين غير القادرين على الفوز.