يقول أحد القضاة، في تغريدة له على (تويتر) بعد هزيمة منتخبنا الأول لكرة القدم بنتيجة أربعة أهداف لهدفين من المنتخب الأسترالي ضمن المباريات المؤهلة للدور الثاني لتصفيات كأس العالم عن قارة آسيا يوم الأربعاء الماضي: "لست من المهتمين بالرياضة، ولكن ينبغي أن ندرك أن الهزيمة في الملاعب ليست بأخطر من الهزيمة النفسية والفكرية والتنموية والاقتصادية ونحوها".

وأقول إن الرياضة باتت فكرا واقتصادا، ولها دور بارز في مناحي التنمية متى ما نظرنا إليها على أنها صناعة، وحينها لن تظهر تلك الردود القاسية والمتشنجة بعد كل هزيمة للمنتخب، ومنها هزيمة الأربعاء التي دفعت فضيلة القاضي للكتابة عنها.

ولعل اللافت في تداعيات الهزيمة هذه المرة مسألتان: الأولى استقالة رأس الهرم الرياضي مع بقية أعضاء اتحاد كرة القدم، وهذا بخلاف ما اعتاد عليه الشارع الرياضي في العقود السابقة، إذ جرت العادة أن يُقال المدرب والجهاز الفني والإداري، ولهذا وبغض النظر عن تلك التعليقات التي لا ترى إيجابية في قرار استقالة الأمير نواف بن فيصل من اتحاد كرة القدم، فإنني أرى أن هذا القرار جيد، كونه يعيد المسألة لوضع صحيح كان مفقودا، وهو فصل منصب رئيس اتحاد كرة القدم عن منصب الرئيس العام لرعاية الشباب، وفتح المجال للجميع للترشح لمنصب رئيس اتحاد كرة القدم وفق الضوابط التي حددها (الفيفا) بعد أن كان حكرا على شخص واحد وهو الرئيس العام لرعاية الشباب، فإن في مثل هذه الخطوة ما يمكن أن يعالج الكثير من الأخطاء التي أوصلت حال الكرة السعودية إلى ما هي عليه الآن، وتسببت في حالة الاحتقان التي أحيانا تتجاوز الشارع الرياضي لتصل إلى الرأي العام.

أما المسألة الثانية المتعلقة بتداعيات هزيمة الأربعاء فإن البعض يرى في قرار استقالة الأمير نواف من رئاسة اتحاد كرة القدم بادرة لافتة ينبغي أن تكون مثالا للكثير من الأشخاص ممن يكون التقصير واضحا في أعمالهم، وألا تأخذهم العزة بالإثم ويكابروا ويعاندوا إلى أن تتفاقم الأمور وتكون على حساب الوطن والمواطنين.

بقي أن أقول إن قرار الاستقالة يمكن تصنيفه على أنه قرار شعبي يستحق الإشادة، ولكن القرار الأكثر اهتماما وإشادة سيكون يوم أن تتجاوز قراراتنا مرحلة امتصاص الغضب إلى مرحلة العمل المقرون بنتائج نوعية متفردة تنسينا مرحلة الأمس وتعلقنا دائما بمستقبل متجدد وزاهر وأفضل.