خرج المنتخب السعودي من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العام 2014 بهزيمة مذلة ومريرة من المنتخب الأسترالي في دقائق معدودة استقبل خلالها 3 أهداف متتالية، لتنقلب النتيجة رأسا على عقب.

لن أسهب في الحديث عن مجريات المباراة التي كنا قاب قوسين أو أدنى من الظفر بها، لكن الله لم يكتبها لنا لأننا لم نعمل بأسباب النجاح وعوامل التفوق، ولأننا نفتقد الشجاعة بالاعتراف بالأخطاء، بل لأننا نكابر دائما ونبحث عن كبش فداء يتحمل وزر أعمالنا!.

منتخبنا كان في السابق منارة لقارة آسيا ومقياسا لقوة منتخباتها، واليوم أصبحنا محطة عبور سهلة لمنتخبات كنا نعتبر مبارياتنا معها أشبه ما تكون بمران خفيف.

تطور الآخرون بينما نحن لا نزال في نفس الدائرة المغلقة لا نتحرك أبدا، والمؤشرات ظهرت منذ عدة سنوات مضت بنتائج منتخباتنا السنية، ليتطور الأمر إلى أنديتنا التي لم تحقق أي بطولات خارجية، ليصل الأمر للمنتخب الأول ونخرج المرة تلو الأخرى من البطولات، ولم يحدث أي تغيير حقيقي لمنظومة عملنا وطرق تعاطينا مع رياضتنا.

انشغلنا بالشكليات من مسميات وشعارات ونسينا أن الرياضة عمل في الميدان يديره فكر نير يجعل من أمر الرياضة مهمة وطنية لا تكريما لهذا وذاك بمنحهم مناصب هي أكبر من قدراتهم وإمكاناتهم.

وإن كان الأمير نواف بن فيصل شجاعاً وهو يعلن استقالته من رئاسة الاتحاد السعودي لكرة القدم وتشكيل لجنة لتسيير أعمال الاتحاد حتى موعد إقامة انتخابات لاختيار رئيس جديد للاتحاد، إلا أن ذلك لن يكون ذا قيمة أو أهمية إذا لم يتمتع الاتحاد الجديد باستقلالية كاملة في اتخاذ القرار دون تدخل مباشر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب التي ينحصر دورها في وضع الأهداف الإستراتيجية للاتحادات الرياضية ومحاسبة الاتحادات المقصرة لا أن تكون جهة عليا لإقرار واعتماد كل خطوة من خطوات عمل الاتحاد المنتخب.

إضافة إلى ضرورة أن تكون الأسماء المرشحة لانتخابات منصب رئيس اتحاد الكرة أسماء جديدة من المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة لا أن تحصر بمواصفات خاصة تفصل على شخص أو اثنين؛ وإلا نكون بذلك ندور في حلقة مفرغة لن نخرج عنها.

نحن الآن في أحرج أوضاعنا رياضيا ولابد من إعادة البناء بشكل سليم يقوم على أسس صحيحة واستفادة حقيقية من تجارب الدول المتقدمة رياضياً والاستعانة بخبراء من تلك الدول مع مزجهم مع شباب سعودي مختارين بناء على الكفاءة، وأن نضبط مسابقاتنا المحلية بوضع شعار العدالة والمساواة بين الأندية، والمجال الآن فسيح لمعالجة الأخطاء والبدء من جديد في رحلة إصلاح فعال لمنظومتنا الرياضية؛ وإلا لنقل من الآن وداعاً روسيا 2018.

عناوين أخيرة:

- ظلم الاتفاق كثيراً وهو يلعب مباراته الدورية ضد الفتح دون لاعبيه الدوليين المنضمين للمنتخب، فكيف تؤجل جولات الأندية الأخرى بسبب انضمام لاعبيها للمنتخب ولا يطبق الأمر ذاته مع الاتفاق.

- التحكيم المحلي لا يزال في مراحل الحسم يمارس نفس السلوك ويكرر نفس الأخطاء ويؤثر على نتائج المسابقات وترتيب الأندية بمختلف الدرجات.

- بكل أسف، هناك من أخذ يبارك لهزيمة المنتخب لأنه لا يضم أسماء كثيرة من ناديهم، فهل نسمي ذلك حرية رأي أم انعدام الحس الوطني؟

- أخيراً .. لعل في خروج منتخبنا خيرا يخفى علينا، ولعل الله يكتب لنا ماهو أفضل في الأيام القادمة.