كان المشهد مؤسفاً للغاية.. منتخب سعودي بلا شخصية، ولاهوية، ولا حتى ملامح.

كان التنظيم هو الغائب الأكبر عن أداء الأخضر أمام نظيره الأسترالي في امتحان أمس.. ثمة لاعبون يجرون في الملعب على غير هدى، ودونما وجهة، يتحركون حيث تتدحرج الكرة، دون رؤية للزميل أو المنافس.

تكتل لاعبو الأخضر في بضعة أمتار، فغابت الرؤية، وتداخلت الأدوار، وانقطعت التمريرات مراراً، ومال الملعب إلى جهة واحدة، وتمترس الزوري والشلهوب والدوسري في الجبهة اليسرى، وتُرك حسن معاذ وحيداً في اليمنى يقطع الملعب مثل عدائي الماراثون دون مساندة.

جاءت معظم الأهداف الأسترالية من كرات سقطت خلف معاذ وحوّلت عرضية في العمق لتجد المتابع المتفوق بدنياً ولياقياً وحضوراً ذهنياً.

ضُرب خط الظهر مرات ومرات وهو يتموضع على خط واحد، دون أن يفكر مدربه، ولا حتى لاعبوه في الاستفادة من هدف ملغى، وآخر تجاهلته راية الحكم، وبقي التموضع على حاله، فلا تأخر لاعب لتغطية زميل، ولا تغيرت الوضعية التكتيكية في التغطية، فوصلت النتيجة إلى رباعية مع الرأفة.

خسر الأخضر.. وخسر جيل فرصة الظهور في المونديال العالمي.. وبات على الكرة السعودية أن تعمل على جيل جديد سيكون عليها أن تنتظر ست سنوات مقبلة لتعرف ما إن كان سيعيدها من جديد إلى (فاترينة) العرض العالمي في مونديال 2018.