من الغريب واللافت للأمر حقا في برنامج "عرب آيدول" هو أن المشتركات جميعهن وبلا استثناء، لا يمانعن، بل يتفننَّ في التعري وعرض لحومهن على المسرح كجزء من الخطة الترويجية لأصواتهن أو مواهبهن إذا صح التعبير، أو كأحد الأساليب الكثيرة المتبعة لكسب أكبر قاعدة جماهيرية من المصوتين رغم الانتماءات المختلفة لهن. والأمر الآخر الأكثر إثارة للاستغراب هو ما تردده لجنة التحكيم من أنها فخورة باختيارها، بل واكتشافها لهذه الأصوات الجميلة، بينما هي في الحقيقة لم تكتشف إلا ما كان مكتشفا في الأصل، ولم تتجاوز اختياراتها الأسماء الواقعة ضمن معرفة أو تخمين الجمهور، فلم تقدم رهانا على اسم مغمور، ولم تكتشف صوتا بعيدا عن دائرة الاهتمام. جميع الأسماء التي تم اكتشافها على مسرح "عرب آيدول" أو جلّها أسماء مكتشفة من قبل الناس أنفسهم، و"يوتيوب" شاهد على ذلك، ولهذه الأسماء أيضا (النسائية) تحديدا، تاريخها الفني من المشاركة في أعمال مسرحية أو تلفزيونية، أو سبق أن حصلت على جوائز في ذات المجال، لكنهن كن أكثر حشمة قبل الظهور في "عرب آيدول"، فأي اكتشاف هذا الذي يتحدثون عنه؟

أما لعبة الأصوات والتصويت فقد أصبحت أكثر تضخما ووضوحا على مثل هذه المسارح، فهي تتكئ على أمرين مهمين، الأول هو الإبقاء على بعض الأصوات التي لا بد من تقديمها كأكباش فداء لأي عملية تصويتية رغم عدم وجود موهبة من الأصل، وذلك لأنها تمتلك أصواتا تحقق ثقلا يغري القائمين على هذه البرامج بالإبقاء عليها لتحقيق أكبر فائدة، مع إمكانية التخلص منها في أي وقت، أو استبعاد ما يستحق البقاء وإبقاء ما لا يستحق حسب ذائقة الجمهور، وذلك لاستفزاز الناس ودفعهم لترجيح كفة مرشحهم عبر التصويت بالطبع. كل هذا يحدث، ولم نشاهد حتى الآن اكتشافا يمكن أن ينسب لعرب آيدول سوى (اللحم).