استطاعت فقرتان مسرحية وموسيقية صاحبتا محاضرة عن هموم الصحافة المحلية أقيمت مساء أول من أمس في نجران، التخفيف من حدة التساؤلات، حول واقع الصحافة المحلية ودورها التنموي و"خطوطها الحمراء المتذبذبة" ـ حسب تعبير البعض.

وجاءت الفعالية التي حضرها جمهور لافت ونظمها "ملتقى نجران الثقافي" (تجمع شبابي مستقل) في ثلاث فقرات بدأت بمحاضرة للكاتب الصحفي خلف الحربي أدارها عبدالله آل سدران، وتحدث فيها الحربي عن بعض "معوقات ومشكلات العمل الصحفي في المملكة".

وبدأ الحربي بلمحة عن علاقة التطور التنموي والحضاري في بعض بلدان العالم بمدى هامش حرية الصحافة، مؤكدا أنه كلما أعطيت الصحافة حرية أكبر ساهمت بشكل واضح في التنمية الوطنية.

وعن دور الصحف الموجودة حاليا قال الحربي "للأسف الصحف الفاعلة لا تتجاوز 6 صحف". وطالب بفتح المجال أمام "تراخيص لصحف خاصة بالأقاليم والمناطق المختلفة وحتى المدن، توجه خدمتها الإعلامية لمحيطها الصغير، وتجلب إعلاناتها منه". وأضاف: "من يعتقد أن مثل هذه الصحف تتعارض مع النظرة الوطنية العامة مخطئ، فهي موجودة في معظم دول العالم وتقدم خدمة اجتماعية مهمة".

وفي رده على سؤال حول دور هيئة الصحفيين السعوديين في دعم الصحفي وحمايته قال الحربي "ما زال دورها مخيبا للآمال، فلم تقدم شيئا ملموسا في مجال دعم حرية الصحافة أو التدريب أو الدفاع عن الصحفيين". وعن مدى تجاوب الجهات المعنية بما يطرح صحفيا، قال الحربي" لعدم وجود مؤسسات مجتمع مدني تتبنى القضايا المطروحة في وسائل الإعلام وتعالجها، نجد أن ذات القضية أو المشكلة يتكرر النشر حولها مرات ومرات دون جدوى".

وعلى الرغم من أن الحربي اعترف بتعرضه لضغوط من عدة جهات بسبب بعض مقالاته، يؤكد أن "ردود الفعل الإيجابية أكبر"، ورأى أن التمايز بين الصحف المحلية يرتكز على "مقالات الرأي".

وبعد سيل من المداخلات والتساؤلات امتد لساعة ونصف، جاءت الفقرة الثانية من الفعالية وهي مشهد مسرحي بعنوان "العنوان.. لاحقا" كتبه صالح زمانان وأخرجه سلطان الغامدي، ناقش من خلال تقنيات الحركة والصوت وحركة الجسد، أحلام الإنسان عندما يخرج من مسرح الحياة الطبيعي إلى ما وراء المعقول هربا من الواقع، وذلك بجمل شاعرية مكثفة ذات دلالات رمزية عديدة.

واختتمت الليلة الثقافية بمقاطع من التراث الفني والشعبي لمنطقة نجران أدته فرقة "إحساس الجنوب".