على منصة في قلب ولاية ميرلاند الأميركية، وقف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أول من أمس محييا المبتعثين السعوديين، ومؤكدا على أنهم في مهمة لترسيخ المحبة والسلام بين الشعوب.
وقال خلال رعايته لحفل خريجي الدفعة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي إن التوسع في هذا البرنامج يؤكد حرص المملكة وتوجهها إلى الانفتاح على الآخرين ورغبتها في أن يعيش العالم وشعوبه في إخاء ومحبة وسلام.
وعبر كلمة متلفزة هنّأ السفير الأميركي في المملكة جيمس سميث، الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تخرج الدفعة الرابعة من طلبة برنامج الابتعاث، وقال مخاطبا الخريجين: هذا يوم سعيد لا يُنسى بالنسبة إلى بلدينا، وبصفتي سفيراً للولايات المتحدة في المملكة، فإنني فخور باختياركم الدراسة في أميركا وكونكم منفتحين لأفكار جديدة وطرق جديدة للنظر إلى العالم، أنتم ضمن أكثر من 43 ألف طالبة وطالب سعودي يدرسون في أميركا الآن.
وقف وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري أول من أمس على منصة في قلب ولاية ميرلاند الأميركية، ليحيي المبتعثين السعوديين، وليؤكد على أن ابتعاثهم حمل رسائل عدة كان أبرزها: الانفتاح على الآخرين. في حين بعث السفير الأميركي في المملكة جيمس سميث تهنئته للخريجين، مشيدا بمجتمع المعرفة الذي بدأه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن العزيز.
وقال العنقري خلال رعايته لحفل خريجي الدفعة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي في ولاية ميرلاند الأميركية، إن التوسع في برنامج الابتعاث الخارجي يؤكد حرص المملكة وتوجهها إلى الانفتاح على الآخرين بما يتماشى مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للحوار بين الثقافات والحضارات.
وأشار إلى أن هذا خير دليل على صدق توجه المملكة للانفتاح بسلام على الآخرين وأفضل دليل على رغبة المملكة حكومة وشعباً في أن يعيش العالم وشعوبه في إخاء ومحبة وسلام، ووفقاً لهذا المنطلق تواصل المملكة سعيها إلى مد جسور التواصل العلمي والتبادل الثقافي من خلال دروب متعددة ومن أهمها الابتعاث الخارجي.
وأكد على أن الاهتمام بالتعليم العالي، يعد أهم مظاهر الاهتمام بالمستقبل لدى شعوب العالم المتحضرة ومن هنا تولي هذا التعليم اهتماماً بالغاً وتصرف عليه بسخاء، مشيراً إلى أنه وإدراكاً من أولي الأمر في المملكة فقد بلغت ميزانية التعليم العالي ما نسبته 12% من إجمالي الميزانية السنوية للدولة، والتي تبلغ 600 مليار ريال سعودي.
وأوضح وزير التعليم العالي في تصريح إلى "الوطن" أن مسألة تدريب السعوديين أثناء دراستهم في الولايات المتحدة الأمريكية قبل عودتهم للانخراط في سوق العمل في المملكة موجودة، مشيرا إلى توفر فرص تدريبية لكل طالب بعد تخرجه.
وأكد أن يوم المهنة المقام حالياً في واشنطن يساعد الطلاب في معرفة حاجة سوق العمل وتلبية ذلك من خلال الحصول على الدورات المطلوبة ودراسة التخصصات ذات الطلب الأعلى.
شركاء في التنمية
وفي كلمة العنقري للخريجين أكد أن برنامج الابتعاث هو جزء من استراتيجية شاملة للتنمية بدأت المملكة في قطف ثمارها من خلال آلاف الخريجين في أنحاء العالم. وتابع قائلاً: منذ ستة أعوام بدأ تأسيس برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي هذا البرنامج الذي أصبح يمثل أحد المعالم الرئيسية في سياسة وتاريخ التعليم والابتعاث ليس فقط في المملكة العربية السعودية وحدها وإنما على مستوى العالم حيث تمثل المملكة المركز بين دول العالم من حيث عدد المبتعثين".
ولفت إلى أن البرنامج بدأ بخمسة آلاف مبتعث ومبتعثة وأصبح الآن يضم أكثر من 120 ألف طالب وطالبة لمواصلة دراساتهم العليا موزعين في 34 بلداً ينهلون من ثقافات علمائها ويكتسبون من علومهم ومعارفهم وفنونهم.
وبين أن وزارة التعليم العالي حرصت في سياستها للابتعاث على تنوع أقطار الجامعات والمؤسسات العلمية ذات السمعة الأكاديمية العالية والمعترف بها عالمياً، وتحرص على التركيز في اختيار التخصصات والدرجات العلمية والمهنية التي تحتاجها المملكة وسوق العمل فيها.
كما عبر العنقري عن ثقته في أن يكون الطلبة الخريجون إضافة خيرة وداعمة تثري رصيد المملكة من القوى العاملة والمساهمة في بناء نهضتها ورقيها من خلال تخصصاتهم العلمية التي تم اختيارها لتكون ذات تأثير حيوي في مسيرة التنمية والنهضة".
وفي ختام كلمته وجه شكره وتقديره لسفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عادل الجبير وللملحق الثقافي بالولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى على دعمهما للطلبة المبتعثين.
بوابة المستقبل
بعد ذلك ألقى الملحق الثقافي بالولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى كلمته، التي بدأها بالترحيب بالطلبة الخريجين وقال : أرحب بكم جميعاً في هذا الحفل الذي نتطلع إليه من عام إلى عام لكي نكرم فيه أبناءنا وبناتنا احتفاءً وتقديراً بتخرجهم وبانتقالهم من مرحلة الدراسة والتعليم إلى الحياة العملية والمستقبل الزاخر.
وأشار إلى أن الحصول على الدرجة العلمية هو نقطة الانطلاق نحو المستقبل وبوابة دخول عالم الحصاد والعطاء لتحقيق أمانيكم.
وبين العيسى أن الملحقية حرصت على تطوير يوم المهنة، المصاحب لحفل تخريج الدفعة الرابعة من برنامج خادم الحرمين الشريفين، عبر دعوة الجامعات السعودية ونخبة من أكبر الشركات والمؤسسات لتقدم للطلبة فرصاً عملية ومهنية تتناسب مع ما حققوه في مسيرتهم الدراسية وما أنجزوه في مجال التخصصات المهنية والعلمية التي تحتاجها المملكة في سوق العمل لتنمية وتطوير البلاد.
ودعا الطلبة الخريجين إلى اغتنام الفرص الوظيفية المطروحة في معرض يوم المهنة لهذا العام، وقال: إن كل مانقدمه في يوم المهنة هو التوجيه إلى الطريق نحو سوق العمل وبوابة المستقبل، مؤكدا أن فرص العمل تنتظرهم.
فخر المملكة
بدوره هنّأ السفير الأميركي في المملكة العربية السعودية جيمس سميث خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على تخريج الدفعة الرابعة من طلبة برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي .
وقال سميث في كلمته المتلفزة إلى الخريجين: يشرفني أن أرفع أحرّ التهاني إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي رعى هذا البرنامج منذ البداية، مبروك للمملكة العربية السعودية.
وأضاف: هذا يوم سعيد لا يُنسى بالنسبة إلى بلدينا، وبصفتي سفيراً للولايات المتحدة في المملكة العربية السعودية، فإنني فخور لاختياركم الدراسة في الولايات المتحدة وكونكم منفتحين لأفكار جديدة وطرق جديدة للنظر إلى العالم، أنتم ضمن أكثر من43 ألف طالبة وطالب سعودي يدرسون في الولايات المتحدة الآن.
وتابع: بسبب تجربتكم الإيجابية هنا، سينضم أكثر من 5 آلاف طالب سعودي آخر كجزء من الموجة السادسة من برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في العام المقبل، أحيّي نجاحكم، ويسعدني أن المملكة تثق بأميركا لتعليم أبنائها ورعايتهم. نأخذ هذه المسؤولية على محمل الجد، وأشكركم على ثقتكم بالولايات المتحدة.
خير قدوة
ووجّه سميث إلى الخريجين كلمة قال فيها: أيها الخريجون، إن وجودكم هنا اليوم يدل على جاهزيتكم لتحديات عالم مترابط بشكل فريد في القرن الحادي والعشرين، يحق لكم أن تكونوا فخورين اليوم بإنجازاتكم الفردية، وبكونكم أصبحتم مثلاً وقدوة للآخرين من زملائكم الذين سيسيرون على دربكم، إن تخرجكم سيكون حافزاً للآخرين لطلب العلم، ومع هذه التجربة، ستكون مستقبلاً أفضل لإخوانكم وأخواتكم وأسركم وأصدقائكم.
وتابع: كلي أمل أن تكونوا وجدتم تجربتكم التعليمية في الولايات المتحدة مجزية، وقد حصلتم على التعليم المميز الذي جئتم من أجله، أرجو أيضاً أن تكونوا كونتم صداقات أميركية واستمتعتم بأوقاتكم وخصصتم وقتاً للاكتشاف وطرح الأسئلة، كما آمل أن تكون قد أتيحت لكم الفرصة لتجربة الضيافة الأميركية، كما تعلمت أنا وكونت الصداقات واستمتعت بوقتي في بلدكم العظيم، إننا جميعاً جزء من هذا التبادل بين بلدينا أيضاً، وهذا التبادل ناجح لأنه يسير باتجاهين.
وأشار السفير إلى "أنه من بين الأشياء العديدة التي أتمنى أن تكونوا قد أخذتموها من تجربة دراستكم الأميركية هو تقديركم لبعض الجوانب الإيجابية للولايات المتحدة والشخصية الأميركية، فخلال فترة إقامتكم في الولايات المتحدة لاحظتم تطوع الأميركيين لمساعدة الآخرين، نحن نسمي ذلك "رد الجميل"، السعوديون شعب معطاء وأعلم أنكم ستخصصون وقتاً من حياتكم لرد الجميل لمجتمعكم وبلدكم، كونوا مرشدين لمن يرغب في أن يسير على درب التعلم في أميركا مثلكم.
وأضاف: شاركوهم خبرتكم التعليمية وكونوا لهم مشجعين، كونوا حجر الأساس في نماء مجتمعكم الرائع، اشتركوا مع الجمعيات لمساعدة الآخرين، كونوا جزءاً من المجتمع القائم على المعرفة الذي بدأ بناءه الملك عبدالله، عودوا إلى وطنكم واجعلوه عظيماً، ستعودون إلى دياركم بعلم ومعرفة جديدين ومهارات جديدة ورؤية أوسع للإمكانات التي كنتم تدركونها عند وصولكم إلى هذه البلاد قبل بضع سنين، أتمنى أن تستخدموا ذلك في حياتكم اليومية في تعزيز وظائفكم، وتشاركوا أهلكم وأصدقاءكم هذه المهارات.
وقال سميث: ما كان منكم أحد ليجلس هنا اليوم من دون حب ودعم الأهل والأصدقاء. ومرة أخرى، اسمحوا لي أن أتقدم بأحر التهانيّ لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، على رؤيته وقيادته في تبني هذا البرنامج التعليمي للابتعاث الخارجي. إن تخرجكم اليوم تأكيد على أن رؤيته تلك هي رؤية نبيلة.
إلى ذلك، ألقى مبتعث ومبتعثة كلمتين أمام الحضور نيابة عن بقية زملائهما عبرا خلالهما عن جزيل شكرهما لخادم الحرمين الشريفين الذي دعم المبتعثين في الولايات المتحدة وبقية دول العالم.
وبعد ذلك قدم أطفال الأكاديمية الإسلامية بالولايات المتحدة لوحة استعراضية تخللها أغان وأناشيد وطنية، حيث تفاعل معها الحضور بشكل كبير.
كما تم تكريم الرعاة الرسميين للحفل من قبل الملحق الثقافي بالولايات المتحدة الدكتور محمد العيسى وقدم لهم الدروع التذكارية، وقد ألقت شركة أرامكو السعودية (الراعي الماسي) للحفل، ممثلة بمدير إدارة العلاقات الصناعية الأستاذ معتز مشهور كلمة أكد فيها على دعم الشركة للانطلاقة التعليمية العملاقة التي يرعاها خادم الحرمين الشريفين والتي مهدت السبل لشباب المملكة للاستنارة بالمعرفة ولبلوغ القمم في مجالات العلم والبناء الحضاري.
وقد حضر الحفل بالإضافة إلى الخريجين والخريجات وذويهم عدد كبير من الطلبة والطالبات المبتعثين في الولايات المتحدة، وكذلك عدد كبير من أساتذة الجامعات في المملكة وعدد من الشخصيات الأميركية الفاعلة .
فرص وظيفية
وواصل يوم المهنة السعودي المصاحب لحفل الخريجين فعالياته في إجراء المقابلات الشخصية مع الخريجين وإعطائهم مواعيد للرد عليهم. وكانت أعين الخريجين على شركتي سابك وأرامكو, وعلمت "الوطن" أن الفرص الوظيفية التي قدمتها أرامكو للخريجين 71 وظيفة في الوقت الذي تجاوز عدد المتقدمين عليها أكثر من 560 خريجا وخريجة.
وشاركت جهات أمنية في المعرض لتوظيف الخريجين من ضمنها مركز المعلومات الوطني والذي وفر 20 وظيفة للخريجين في تخصصات مرتبطة بعمل المركز.
وقال المشرف على جناح المركز في يوم المهنة محمد العيبان إن التخصصات المركز عليها هي الحاسب وبعض التخصصات الهندسية والفنية والإدارية، وأشار إلى أنه سيتم استقطاب خريجي هذا العام وتدريبهم بعد التوظيف.
ولفت إلى أن توجيهات مدير المركز الأمير الدكتور بندر بن عبدالله المشاري آل سعود هي في محاولة مقابلة أكبر عدد من الخريجين ومحاولة الحصول على معلوماتهم الأكاديمية لتوظيفهم. وتجاوز عدد المتقدمين للوظائف من خلال يوم المهنة أكثر من 300 متقدم.
124 ألف مبتعث ومبتعثة يدرسون في جامعات الخارج
الرياض: طارق النوفل
أوضح تقرير إحصائي صادر من وزارة التعليم العالي، أن عدد المبتعثين الدارسين خارج المملكة حتى منتصف العام الجاري، بلغ 123 ألفا و901 مبتعث مع احتساب أعداد المرافقين للمبتعثات "محارم" من الدارسين في مرحلة اللغة، فيما بلغ عدد المبتعثين من دون مرافقي المبتعثات من طلاب اللغة 110 آلاف و497 مبتعثاً. ووفقاً للتقرير، شهد شهر جمادى الأولى قفزة هائلة بمعدل نمو المبتعثين بنسبة 9.5% وذلك للفترة "من رجب 1431 وحتى جمادى الثاني 1432، تلاه شهر شعبان 1431 بنسبة 5.3%، فيما لم يشهد شهر محرم 1432 أي زيادة تذكر في أعداد المبتعثين للدراسة في الخارج، تلاه شهر صفر 1432 بنسبة 0.3%.
وعن أعداد الدارسين حسب فئة المبتعث، أشار التقرير إلى تصدر طلبة مرحلة البكالوريوس بـ 50 ألفاً و206 مبتعثين، فيما بلغ عدد الذكور 42 ألفا و125، والإناث 8,081 أي بنسبة 16.1% من إجمالي المبتعثين الدارسين بنفس المرحلة التعليمية. وبلغ عدد الدارسين بمرحلة الماجستير 22 ألفا و305 مبتعثين، عدد الذكور منهم 14 ألفاً و369 مبتعثاً، وأما الإناث فلم يتجاوزن 7,936 مبتعثة أي بنسبة 35.6%. وفي مرحلة الدكتوراه، لم يتجاوز عدد الدارسين سوى 5 آلاف و553 مبتعثاَ ومبتعثة، وكان النصيب الأكبر للذكور كما هو معتاد، إذ بلغ عددهم 3,925 مبتعثاً، فيما بلغ عدد الإناث 1,625 مبتعثة بنسبة 29.3%.
وبلغ أجمالي الدارسين في مرحلة الزمالة الطبية 2,120 مبتعثا، 1,591 من الطلبة الذكور والباقي من البنات بواقع 529 مبتعثة، في حين بلغ عدد الدراسين في المراحل التي لم تقع ضمن تصنيف أو نطاق إحصائي وأطلق عليها "تخصصات أخرى" ومن بقى من المبتعثين المندرجين تحت هذا البند 30,313 مبتعثاً، منهم 22,769 من الطلبة الذكور و 7,544 من الإناث، بنسبة 24.9% أي نحو ربع المجموع الكلي للمبتعثين تحت هذا النطاق.