نحن وكأس العالم نعرف بعضنا جيدا، لكن العلاقة مع تصفياتها مرت خلال تصفيات كأس العالم الماضية بلحظات فتور، وصلت إلى أن قطعت كأس العالم الأخيرة علاقتها معنا، وكانت هذه هي المرة الأولى منذ أن تأهلنا إلى نهائيات مونديال أمريكا 1994، وحتى 2006.
حتى هذه المرة، وفي التصفيات الحالية لم نوفق، ومررنا بعدد من المنعطفات، وفرطنا في كثير من المباريات، ولم نحضر بشموخنا المعروف، فكان أن ربطنا مصيرنا بالجولة الأخيرة في التصفيات التمهيدية.
ومن سوء الطالع أن تكون هذه المباراة أمام المنتخب الأسترالي صاحب الصدارة، الذي ضمن التأهل إلى التصفيات النهائية، وعلى ملعبه وأمام جمهوره، وهنا مكمن الصعوبة، لا سيما أننا ندخل لقاء اليوم بفرصة واحدة وهي الفوز، إلا إذا انتهت نتيجتا المباراتين بالتعادل.
ومن الطبيعي جدا ألا نفكر في الخيار الثاني، كون اللعب على أمل "لعل وعسى" لا يمكن أن يمنحنا بطاقة تأهل إلى بطولة بحجم كأس العالم، ولعلنا استوعبنا الدرس، وللأسف أن ذلك كان متأخرا جدا، غير أن الأمل لا يزال قائما، إذا تعاملنا مع المباراة كما يجب.
إن الشارع الرياضي يجب أن يدرك صعوبة المهمة، وبالتالي لا يجب أن نتعامل مع المباراة على إما أن نكسب، أو لا قدر الله خسرنا، فهذا يعني أننا مستعدون للتعامل مع المنتخب ولاعبيه وأجهزته الفنية والإدارية، وحتى اتحاد كرة القدم، على أنهم فاشلون.
قد نكسب ونتأهل، وقد نخسر ونكون قد فقدنا التأهل من المرحلة الحالية، وهذه هي المرة الأولى التي نغادر فيها من التصفيات التمهيدية منذ خمسة كؤوس عالم سابقة، وإن حدث ذلك، فهذه ليست نهاية الدنيا، وقد نعود في كأس العالم 2018 أقوياء.
ولا شك أن إدارة المنتخب، والجهاز الفني واللاعبين، يدركون أهمية المباراة، ولديهم إصرار كبير على التأهل من البوابة الصعبة، وهذا ما لمسته ولمسه الشارع الرياضي من خلال المعسكر الأخير في ملبورن، الذي رفع سقف التفاؤل إلى أعلى درجاته.
لننسى أخطاء الماضي وعثرات المرحلة السابقة، ونقف مع المنتخب في مهمته اليوم، وفي قادم الأيام مهما كانت النتيجة، فلن تكون منتخبات العالم كلها في كأس العالم، وكثيرا ما شهدت كؤوس عالم سابقة غيابات لمنتخبات عالمية كبيرة، كمنتخب إنجلترا مثلا الذي لم يستطع التأهل لنهائيات جنوب أفريقيا.
لكن من حق طلابنا في أستراليا أن نقول لهم "بيض الله وجوهكم"، فقد عكست مواقفكم حبكم لمنتخب بلادكم، ودعمكم له في مباراته المصيرية اليوم، ونأمل أن تكون النهاية سعيدة لتحتفلوا قبل أن نحتفل بتأهل الأخضر إن شاء الله.